الوحدة 2-2-2023
في مقرّ شعبة المنطقة الأولى لنقابة المعلمين فرع اللاذقية، وضمن اللقاءات الدورية لملتقى (بين دفتي كتاب )،كان موضوع مناقشة كتاب (نظام التفاهة). هذا الكتاب من تأليف الكاتب الكندي د . آلان دونو أستاذ الفلسفة والعلوم السياسية في جامعة كيبيك في كندا، حيث كانت الطبعة الأولى من دار سؤال بلبنان 2020م, ويقع في 368صفحة، الإصدار من ترجمة : د. مشاعل عبد العزيز الهاجري – كلية الحقوق – جامعة الكويت. أدارت الجلسة التربوية رحاب جعبري رئيسة شعبة المنطقة الأولى لنقابة المعلمين التي حددت محاور الجلسة بدءاً من التعريف بالكاتب، وكتبه وهل هناك تقارب بين نظام التفاهة وبين النظام المافياوي وماهو الفرق بينهما،ماهي أدوات نظام التفاهة؟ وهل للتفاهة قوانين وفلاسفة سياسة أو معاهد وأين هي هذه المعاهد ومن يديرها؟ ، إضافة إلى السؤال عن كيفية أن يلتقي نظام التفاهة والماسونية العالمية وهل هما واحد، وهل وصلت التفاهة إلى البلاد العربية وما هي أدواتها ولصالح من؟ أما الختام بالتساؤل حول وجود مقترحات لإيجاد طرق منطقية ومقبولة وقابلة للتطبيق للوقوف بوجهها أو على الأقل الحد منها؟. تمت النقاشات والمداخلات وبدايتها مع تعليق اعتدال الحسن على عنوان الترجمة فقالت:”بداية اختيار المترجم للعنوان غير دقيق لكلمة التفاهة وربما اختيار العنوان هو لغرض تسويقي و إعلاني”. مستعرضة رأيها من الترجمة الحرفية للعنوان ومن دلالات وآراء من الكتاب، كما أردفت وتحدثت عن (فصل الثقافة والحضارة ): يتحدث دونو في هذا الفصل عن رأس المال الثقافي والفن التخريبي المدعوم وعن التأثير السلبي لوسائل الاتصال في نزع الناس عن الواقع، فمثلاً التلفاز هو قوة مسلطة لنزع القيمة الجمعية بين الناس، عندما يقدم للمشاهدين الشيء ذاته، الفن التخريبي هو فن صادم بشكل أصيل، نجد فيه الذوق السيئ والوقاحة والاستفزاز (نظام التفاهة يسوق لكل شيء قبيح من المفاهيم، العادات، التقاليد، الطعام، اللباس، وحتى الأفلام التي تشجع المثلية، و دائماً تحصد هكذا أفلام جوائز الأوسكار). أما المربي جورج لطفي فتحدث عن التماهي مع التفاهة والتافهين، وفي مقتطع قال:”كلنا يلحظ صعوداً غريباً مريباً لقواعد تتسم بالرداءة والانحطاط المعياريين، حيث تدهورت متطلبات الجودة العالية، وغيب الأداء الرفيع، وهمشت منظومات القيم، وبرزت الأذواق المنحطة، وأبعد الأكفاء، وخلت الساحة من التحديات، فتسيدت إثر ذلك شريحة كاملة من التافهين والجاهلين وذوي السذاجة الفكرية والإيمانية وغيرهما. كما شارك التربوي نذير الحسن قائلاً في مقتطع :”لا تظهر التفاهة بشكل فجّ وصادم ومباشر في نظامنا هذا كما تظهر في ميدان الفنون، فلا بأس من إلصاق ممارسات غريبة بالفن من أمور لا تمت إلى الفن بصلة، والطامة الكبرى في هذا الميدان تكمن في الترويج لقضايا تزعزع أسس المجتمعات وتنسف ثوابتها وعوامل اللحمة والاستقرارفيها، فليس من الضروري كي تكون فنّاناً في نظام التفاهة أن تمتلك حيثيات ومهارات معينة، وأن يكون عندك رسالة لتؤديها أو كلمة نافعة لتقولها. قل أسخف السخافات، وتشدق بأكثر الخرافات لا معقولية، ولاعليك، فهذه هي البوابة الفضلى لدخول عالم الفن بكفالة نظام التفاهة وضمانة أربابه”. وشارك أيضاً في هذه الجلسة د. هاشم دويدري من دبي برسالة صوتية عبر فيها عن إعجابه بالكتاب ولخص الأفكار الأساسية للكتاب، وتحدث عن نظام التفاهة الذي عم العالم في كافة المجالات الثقافية والاقتصادية والأكاديمية، والمفاهيم النفعية التي سيطرت على كل شيء. كما لخص المربي عبداللطيف المطر الأفكار الأساسية للكتاب التي تنتقد تحويل الإنسان إلى سلعة، وتحويل الحرفة إلى وظيفة لتوفير قوت العامل، وتحويل الجامعات من مركز تعليم وتنوير إلى تخريج أساتذة يفكرون بطريقة معينة لإبراز دور النخب الاقتصادية المهيمنة. وتساءلت المربية عبير ملحم عما إذا كانت الجامعات تقدم معرفة حقيقية؟ وأجابت: إن كل العلوم منذ ستينات القرن الماضي مجرد تفاهة،لذا فإن عدد المبدعين في شتى المجالات أصبحوا قلة،ونظام التفاهة ضد الإبداع، ويهتم بالمال، كذلك تراجع الفن والثقافة، فنظام التفاهة نظام دقيق جداً يهدف إلى إلغاء كل القيم العليا لصالح السوق الاقتصادية للشركات المشبوهة التي تمول الحروب والفساد في بقاع الأرض. أما التربوية أحلام رفاعي فقد عرفت بالكاتب والكتاب،ونوهت بأسلوبه الشيق،والكاتب في رأيها يوضح مظاهر التفاهة في كل المجالات، وسيطرة التافهين على الحكم،وقد حقق الكتاب شهرة كبيرة،ونحن بحاجة إلى إعادة هيكلة تفكيرنا،ومواجهة التفاهة المفروضة في حياتنا،والتي تنشر الشر في المجتمع، وتحول السياسة إلى لعبة كرة قدم، وتدنس العقل من خلال الاهتمام بالتوافه، وهدر الوقت في الحماقات، ويجب علينا أن نقاوم هذه التفاهة المفروضة ونفكر بشكل إيجابي. وفي الختام تحدثت المربية ندى الدانا عن أهمية الكتاب، الذي يوثق كثيراً من القضايا التي نراها في أبحاث ومقالات بحيث نجدها في كتاب واحد.
سلمى حلوم