الوحدة : 30-1-2023
فنانة تمتلك تجربة خاصة مكنتها من وضع بصماتها الواضحة على مسرح الطفل، والتي انعكست إيجاباً على الحركة المسرحية في المحافظة، فهي ترى بأن مسرح الطفل عالم مليء بالدهشة والمتعة، وقد حاولت إيجاد لغة فنية مشتركة بينها وبين الأطفال من خلال حوار بصري غني بالألوان والإضاءة والأزياء. وهذا ما ترجمته على أرض الواقع مع الفنانة هيام سلمان – رئيسة جمعية أرسم حلمي الفنية – حيث تقوم بتدريب أطفال الجمعية على فن المسرح وتعتبرها من أهم التجارب في حياتها الفنية رغم صعوبتها.
وكل ذلك، انطلاقاً من رؤيتها بأنها ومن خلال المسرح تحاول مع أطفالها أن تعالج العديد من القضايا عبر الحوار المسرحي بلغة فنية تفاعلية سهلة رشيقة بعيداً عن لغة التلقين. حول اهتمامها بالطفل وجهودها المتميزة لتمكينه من إظهار مواهبه وقدراته خاصة المسرحية منها، كان لجريدة ” الوحدة” اللقاء الآتي مع الفنانة ريم نبيعة، حيث قالت:
لكل إنسان من شغفه نصيب.. أتت فكرة تدريب أطفال جمعية أرسم حلمي الفنية على فن المسرح بمبادرة مني، ومن الفنانة هيام سلمان إيماناً منا بأن الفن لا يتجزأ ورغبة منا بإتاحة مساحة وفرصة لأطفالنا بالتعرف أكثر على المسرح ( أبو الفنون) وجعلهم شركاء معنا نحن كممثلين على خشبة المسرح بدلاً من أن يكونوا مشاهدين متلقين فقط.. وبالفعل لاقى هذا الأمر استحساناً وقبولاً من أهالي الأطفال وحباً كبيراً من الأطفال لم أكن أتوقعه.. وها نحن للسنة الخامسة على التوالي نجدد كورسات المسرح في الجمعية، وقدم الأطفال ثلاثة عروض مسرحية على خشبة دار الأسد للثقافة ضمن فعاليات مهرجان أرسم حلمي الذي تقيمه الجمعية بشكل سنوي.. وللحقيقة وشهادتي مجروحة، بأداء الأطفال لكنهم والحق يقال: كانوا كلهم كنجوم تسطع على الخشبة…. فالمسرح يتخطى الجانب الفني في عالم مسرح الطفل عندما يكون الأطفال هم من يقوم بالتمثيل وأداء الأدوار .. فلكل (كورس) مجموعة أطفال صفات مختلفة عن غيرهم ولكل طفل خصوصية معينة يجب أن تراعى.. فالبعض لديه صعوبات بالنطق.. والبعض لديه صعوبات بالتواصل.. والبعض يعاني من مشاكل نفسية وتربوية وعائلية.. كل هذه الأمور أخذت بعين الاعتبار جنباً إلى جنب مع الشق الفني.. والحمد لله كانت النتائج ممتازة قياساً بحجم التعب المبذول مع الأطفال. ففن المسرح من أمتع الفنون وأصعبها، فكيف إذا كان العمل بالمسرح مع الأطفال من عمر خمس سنوات فما فوق..؟. وطموحنا أن نؤسس لفرقة مسرحية أبطالها من أطفال الجمعية وبالفعل هذه السنة قدمنا عرضاً مسرحياً بمناسبة أعياد الميلاد شارك معي البعض من أطفال المسرح في الجمعية.
وحقيقة لولا دعم ومساندة الفنانة هيام سلمان لم يكن ما كان، فيَد واحدة لن تصفق وجميل أن تزرع بذورك بأرض خصبة محبة عطشى لكل جمال وفعلاً هذا ما وجدته في جمعية أرسم حلمي الفنية.
ريم ديب