الوحدة : 30-1-2023
صدر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب وضمن سلسلة ” النشر الإلكتروني” كتاب (الشاعر سليمان العيسى ومسيرته الشعرية الإبداعية)، تأليف: عبد اللطيف الأرناؤوط.
وفي كلمة البدء، قالت الدكتورة ملكة أبيض عن الكتاب : دراسات تمثل جهداً دؤوباً أجرى الأديب عبد اللطيف الأرناؤوط عبره تحليلاً دقيقاً لأهم جوانب إنتاج صديقه الشاعر سليمان العيسى، وللكتابين اللذين صدرا عن الشاعر احتفاءً ببلوغه الثمانين.
يتألف الكتاب من أربع وعشرين دراسة تتناول مسيرة سليمان العيسى الطويلة مع الشعر، وكتابته للأطفال شعراً ونثراً وتعريفاً بالأعلام الكبار في شعرنا العربي، وكتاباته عن فلسطين والمرأة، وفن الإضحاك لديه، مع بيان السمات التي تتصف بها كل مرحلة شعرية من مراحل إنتاج سليمان العيسى للشعر، وإيراد الشواهد التي تمثلها، وانتقال المؤلف بذلك من التحليل إلى النقد والتقويم..
تبدأ الدراسة بإلقاء نظرة بانورامية على طفولة الشاعر وهجرته من قريته في لواء الإسكندرونة وكفاحه الوطني والقومي وقوله الشعر بصورة موازية لتلك الأحداث، وهي ترجع استمراره في عطائه الشعري لكونه يعد الشعر رسالته الموجهة إلى الأمة وتعبيراً عن التزامه تجاهها، وتوزع هذا العطاء على مراحل أربع:
المرحلة الأولى: شعر البواكير من الطفولة حتى عام ١٩٥٢، إذ صدر له ديوانه الأول (مع الفجر).
المرحلة الثانية : شعر النضال ( ١٩٥٢ – ١٩٦٠) وهي فترة المد القومي والتفجر الشعري وقد تمخضت عن ستة دواوين.
المرحلة الثالثة : مرحلة الضياع ( ١٩٦٢ – ١٩٦٧) وقد أصدر الشاعر خلالها ديوانين، ( أمواج بلا شاطئ) و ( أزهار الضياع) وبعدها اتجه إلى أدب الأطفال شعراً ونثراً، ونذر جهوده له حتى أصبح من أوائل رواده.
المرحلة الرابعة : مرحلة النضج والكمال وفيها بدت قصائده أشبه بسمفونيات تتوافر على إيقاع متنوع جديد وطاقات تعبير مبتكرة، لقد أصبح يكتب أغانيه ب ( ريشة البرق) كما سمى ديوانه الذي أصدره عام ١٩٧٣.
لقد قدم الكتاب شاعرنا الراحل الكبير سليمان العيسى على أنه حلقة وصل بين جيلين من شعراء عصرنا، حيث أقام جسراً بين تراثنا الشعري وما تستلزمه دواعيه، تسعفه في ذلك شخصيته الشعرية المتوازنة مع ثقافة لغوية متينة واطلاع راسخ على شعرنا القديم وثقافة عصرية فتحت عينيه على الآداب الأجنبية بصورة َواسعة.
فدوى مقوص