توقعات الشتاء وأحوال الصفحات

الوحدة:30-1-2023

سباق محموم على صفحات التواصل الاجتماعي عبر تقديم أخبار سريعة وعاجلة عن أحوال الطقس (المُقبلة) منخفضات قطبية المنشأ وتقلّبات جوية مترافقة محمّلة بالثلوج أو الأمطار، بعض هذه التكهنات والافتراضات مبنية على دراسات علمية مزوّدة بصور جوية عبر الأقمار الصناعية عن مسير وتحرّك هذه الفعاليات الجوية، يطلقون عبارات بتوضّع كِتل هذه الغيوم في الغلاف الجوي وطُرق عبورها وساعة وصولها، يرافقها تحذيرات وتنبيهات لمناطق معيّنة بأخذ الحيطة والحذر، وكل ذلك من أجل حصد مزيد من التفاعلات، علماً أن لكل حالة جوية سائدة أو مُقبلة العديد من الفُرص والتكهنات حول تغيير مسارها بين لحظة وأخرى، لكن الحقيقة الواقعية تقول إننا في فصل الشتاء فصل العواصف والأمطار والأعاصير وكافة أشكال التمرّد الشتوي على الطبيعة، قديماً وفي ثمانينات القرن الماضي لم يكن هناك أي شكل من أشكال المعرفة بأحوال الطقس ، أمّا المتنبّؤون الحقيقيون للأحوال الجوية آنذاك هم العجائز وكبار السن، أدواتهم هي الرؤية وحركة الرياح وكذلك رطوبة الملح ومعلوماتهم جميعها مختومة بعبارة (والعلم عند الله) وهي ذروة الحقيقة، فكان يمرّ على اليوم الواحد تقلّبات عديدة تنتهي بإعصار مطري يستمر لأيام فتتشكّل الأنهار بين الوديان وتتقطّع السُبل بين القرى والأرياف، يتبع ذلك عواصف ثلجية تغيّر ألوان الطبيعة وتقدّم سكوناً مطبقاً لأسابيع عدّة حتى تنجلي، وهي ظواهر طبيعية لا طعم للشتاء من دونها، علماً أن العرف السائد كان عبر تقسيم هذا الفصل لمربعانية الشتاء وقساوة أيامها، تليها الخمسون يوماً لفترات السعود الأربع ، ثم ريات مطرية معتادة كريّة الرابع والعجائز والحصيدة وغيرهم، وغالبيتها تحصل بوقتها المعتاد من كل عام، لكن أن تصل الأمور إلى التكهّن بحركات الزلازل وأماكنها، هنا يجب التوقّف؟!

 

سليمان حسين

 

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار