الشرود الذهني … هروب من واقع معطًَل..

الوحدة:30-1-2023

حالات القلق والشرود الذهني التي تنتاب بعض الطلاب، تقف حائلاً أمام عملية التحصيل والنجاح والتي تحتاج بالطبع إلى ذهن صاف وهدوء عصبي قلما يتوافر، وبخاصة في فترة الامتحانات الحرجة من العام الدراسي، تلك التي يختصر فيها جهد فصل دراسي كامل.

جميع الطلبة أكدو أنهم يصابون دوماً بالشرود أثناء المذاكرة، سواء كانت الدراسة عملية أو نظرية.

فالشرود والتوتر هما القاسم المشترك بين الجميع، فلماذا يحدث ذلك؟ وماالأسباب، وكيف يمكن معالجتها، هذا ما سيبحثه تحقيقنا الآتي الذي أجريناه مع بعض الطلبة:

بداية تحدثت إحدى الطالبات حول هذا الموضوع فقالت: كثيراً ما أشرد وقت الدراسة أو خلال المحاضرات، لاسيما عندما يكون وقت المحاضرة طويلاً، ولعل الضغط في الدراسة هو السبب لأننا لانجد وقتاً كافياً للتفكير أو التخطيط في العديد من الأمور، فنصاب بالشرود من حين لآخر، و هذا أمر يحصل مع معظم الطلاب والطالبات وقد يؤثر في التحصيل العلمي لبعضهم

وعند سؤالنا طالبة ثانية  قالت: إن الملل بشكل رئيسي هو سبب الشرود الذي يصيبني، فمثلاً أسلوب المدرس الممل يقف وراء شرودي أثناء المحاضرة، والسبب الآخر هو المسافة البعيدة بين بيتي والجامعة وبصراحة الشرود يشغل 40 % من وقت دراستي ما يؤثر في تحصيلي العلمي.

تحدثنا إلى طالبة تقول: لا أسمخ لنفسي أبداً بالشرود أثناء المحاضرات الجامعية، فأنا أسعى إلى الجلوس في الصف الأول من القاعة حتى أركز على كل كلمة يقولها المدرس ، كذلك الأمر أثناء الدراسة، إذ أحاول ألا أشغل بالي بأي شيء سوى موضوع دراستي وهذا لا يعني أنني لا أشرد، ولكن لدقائق قليلة فقط ولكي أخرج نفسي من هذه الحالة أحاول التركيز في موضوع دراستي وأؤجل التفكير بأي موضوع آخر إلى حين الانتهاء منه.

إن الشرود إحساس طبيعي ويتصاعد كلما اقترب موعد الامتحانات ولا فكاك منه إلا بالتجاهل، وقليل من البرود لأنه لو استسلمتا لهذا الإحساس فلن نتمكن من تحصيل أي شيء.

إن موعد الامتحانات محدد ومعروف، وليس مفاجأة إلا أنه ورغم هذا يشعر الجميع بأنه جاء فجأة مما يحدث حالة من الإرباك والتوتر لكثرة المواد والمعلومات الواجب تحصيلها والكتب والمذكرات، والتي لاتكون متوافرة في أغلب الأحيان، فإن كل هذه الأسباب تسبب حالة من التوتر والشرود وعدم القدرة على التحصيل

أخيراً :

ننصح طلابنا بوضع خطة مناسبة لتخطي هذه العوائق والصعوبات، وذلك بأن يتعود على التركيز لفترة طويلة نسبياً ولا ينتقل من فكرة إلى فكرة بسرعة.

أطل الوقوف عند فكرة معينة كما لو كنت تتأمل مشهداً أمامك، أي

تتبع موضوعاً ما أو حدثاً ما خطوة خطوة من بدايته وحتى ختامه، فالمتابعة وملاحقة التطورات والتفصيلات تثيران عملية التركيز.

 

 

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار