عود ثقاب

الوحدة 28-1-2023

وجد نفسه ضائعاً لا يستطيع التقدم أو التراجع، أو الاتجاه إلى اليمين أو اليسار، كجندي معتقل، وعليه تنفيذ الأوامر، صاغراً ببراءة الأطفال.
لم يدر مايفعل وقد اصبح محاطاً بالحواجز، المكان ضيق، عاجز عن الحركة، ظهر طيف أمل، اقترب منه، وسأله:هل يمكن أن تساعدني؟
أجابه: لاأحد يمكنه مساعدة أحد.
أغلق الباب، فتح باباً آخر ، فالوقت قصير، وجد نفقاً سار به، الظلام دامس والجو خطير، الظلام يظهر الأهوال كعادته، هناك عود ثقاب مشتعل أنار الطريق، سار بحماس ولهفة، الأرجل تتراكض بسرعة، الفرحة ملأت خلايا كيانه، انطفأ الضوء، عمر الأعواد قصير، من يشعل نفسه للآخر أمده ضئيل، عم الظلام، بدأ التعثر، توقفت الأرجل عن الحركة ليخف ألم الارتطام، بدأ الوجوم، كبل بالحواجز الشائكة، شخصت الأبصار، لماذا؟ لماذا؟.
طال الظلام، ومل الصبر من مكوثه الطويل، وتراءى له طيف ضياء بعيد، حاول الوصول إليه رغم العوائق، رغم التعب إلى حد الانهيار، وسار بخطى منهكة، لكن لعله القرين، جمدت الخطوات وتوقف السير، بهتت الابتسامة، صوت القرين يصرخ بعجرفة: تابع المسير تابع، وسرحت الروح مع عود الثقاب.

تيماء عزيز نصار

تصفح المزيد..
آخر الأخبار