الوحدة 25-1-2023
يتحفنا دائماً الأديب والباحث عادل شريفي بمواضيعه الشيّقة والأخّاذة، وأسلوبه المميّز في سرد أفكاره البديعة والجريئة. و قد كان عنوان محاضرته في قاعة النشاطات بدار الأسد للثقافة “المرأة إيقاع الحياة”، والعنوان محيّر جداً في بلد تستنزفه الحرب، وتؤرق صفوه مشاكل المعيشة المرهقة، وتشغل بال المرأة فيه أشياء بعيدة كلّ البعد عما يشغل بالها في بلدان لا تبعد عن هذا البلد كثيراً، فإذا به يطالعنا بحلّ سريع لجميع المشكلات – كما يقول – هو أن نضبط إيقاع المجتمع على إيقاع المرأة!
ربّما يتبادر إلى الذهن أنّنا في رقصة تانغو كروايته الرائعة /ثم شهقت الثالثة/، أو حالة رومانسيّة غير عادية كحالة وداد بطلة روايته /حبّ في زمن الثورة/، أو في حالة فوضويّة ثائرة كبطلة روايته /هكذا تكلّمت ناهد/، أو في حالة سموّ وارتقاء كحالة بطلته مادلين في روايته /ولدت مرتين/. غير أنّه وضعنا في أجواء مغايرة تماماً، وسرد لنا كيفيّة النهوض بالمجتمع بجعل النمو والتطور على مقاس خطوة المرأة، ولا شيء أكثر.
ربّما من السهل تطبيق ذلك، فكلّ الأفكار التي طرحها عن أصل الخلق، وقدرة المرأة على البناء من العدم منطقيّة، فهي التي تطرح من جسمها براعم جديدة تعطينا هذه الاستمراريّة في الحياة، فأيّهما أصعب؟ طرح حياة جديدة أم استنهاض مجتمع متخلّف؟
حوالي ساعة كاملة من الأفكار الجميلة ساقها بطريقة سلسة، وشرح بديع أخّاذ، جعل الحضور منشدين طوال الوقت لما يُروى على لسان روائي مميّز.
والجدير بالذكر أن الأديب والباحث عادل شريفي هو من مواليد مدينة حمص عام 1970، صدر له حتى الآن خمس روايات هي على التوالي: حب في زمن الثورة، هكذا تكلمت ناهد، اللعب مع السلطان، ولدت مرتين، وأخيراً ثم شهقت الثالثة. وكذلك صدر له أربع مجموعات قصصيّة أبرزها “يوميّات وطن” التي أصدرتها وزارة الثقافة السوريّة، وكذلك له عدّة دواوين شعريّة.
مهى الشريقي