الوحدة 23-1-2023
دخلنا عامنا الجديد ولا شيء يلوح بالأفق حول انفراجات ملموسة، وعود بتحسن تدريجي لم يلحظه المواطن على أرض الواقع، بل على العكس شهدت السوق المحلية ارتفاعاً لغالبية السلع وخاصة المواد الغذائية وأجور النقل، وأمام تلك الوعود ظهرت الأسواق السوداء بعدد هائل من الناس يمتهنون تلك الأسواق، كما أن تجار الأزمات باتوا يشكلون العمود الفقري للاقتصاد الخفي، فبعد أن وصلت ذروة الوعود بانفراجات كثيرة وقريبة، ظهرت جلياً أزمة الكهرباء والمحروقات والنقل والدواء وحليب الأطفال والمواد التموينية)، ولم تقتصر تلك الأزمة على نقصان المواد الحيوية وارتفاع أسعارها بل وصلت إلى كافة احتياجات المواطن التي تشهد جميعها أسواقاً سوداء بأسعار خيالية مقارنة بالدخل الشهري واليومي للمواطن. كيف بدأت مسيرة الانفراجات مع بداية العام الجديد..؟! تبين من الشهر الأول سراب الوعود المقطوعة بتحسين الوضع المعيشي والحديث العام للمواطن: لا انفراجات ولا حلول تلوح في الأفق مع تعب واضح من ثقل الحياة المعيشية وعدم القدرة على تحمل الأعباء الإضافية، وها نحن في انتظار الوعود فمتى ستتحول إلى حقائق ..؟! فلا إشارات تؤكدها جهة رسمية حتى الساعة سوى الوعود التي تعتبر كإبر بنج، فقط رسائل من نوع التعقب تطمئن المواطن عبر صفحات التواصل الاجتماعي ولا يوجد أي خبر رسمي حتى اللحظة وإن وجد فهو غير ملموس على أرض الواقع، واليوم كل شيء يرتفع بشكل تصاعدي، فالتقنين الكهربائي على حاله،وإن تحسن الوصل قليلاً يكون الأمر على شكل طفرات، والمازوت لا وجود له إلا في السوق السوداء، وتستمر المعاناة من جشع التجار، أضف إلى ذلك صعوبة تأمين مياه الشرب للكثير من القرى والبلدات، وتسجيل وعود بانفراجات مرتبطة بكلام لايمكن حله إلاّ بإجراءات فعلية وجدية تظهر جلياً على الحياة المعيشية واليومية للمواطن، فهل تبقى تلك الانفراجات ضبابية..؟! لأن ثمة وعود تنتظر الكثير لتحقيق تحسن بالقطاع الاقتصادي والتجاري والمعيشي، أم أن كل تلك الوعود عبارة عن سيناريوهات وفق مواصفات صعبة التحقيق، فهل يكون الزمن هو العنوان الرئيسي لتلك الوعود بالانفراجات…؟!
بثينة منى