الوحدة 22-1-2023
كان (عبد القادر هلال) من مؤسسي جمعية العاديات وروادها الأوائل, وابنته الدكتورة( ريم ) رأت العالم بأعمق وأوسع وأبعد مما تراه العين راسمة دروباً للتميز العلمي الأكاديمي والإبداعي، لقبت بعميدة الأدب السوري, ونراها في العاديات بأنها أيقونة الأدب العربي لسيرتها الحياتية وتجربتها الأدبية. إذ أثمرت إبداعات د. ( ريم هلال ) مؤلفات وكتابات شاملة لكل أجناس الأدب وأشكاله، من أعمالها في الشعر : ( العرّافة) كل آفاقي لأغنياتك – اسمي والأرض – بين شرفتي والبحر – قناديل – من عكاظ أتيت – ومضات , وفي النثر: من مفكرتي – حلمت – سطور – ماذا – في القصة : أحكي لكم. إضافة إلى مؤلفها ( البصر والبصيرة ) الذي يمثل سيرتها الذاتية، وفي النقد : حركة النقد العربي الحديث حول الشعر الجاهلي. وهناك أعمال جمعت فيها ما بين الشعر والنثر: ( مثل لعلها تصل)، ومؤلفها الأخير الذي كتبته في أبيها الراحل بعنوان ( كتاب أبي ) . وهو عنوان محاضرتها الآن في جمعية العاديات. بهذا التعريف قدّم الأستاذ: ( بسام جبلاوي) الأستاذة الجامعية في جامعة تشرين ( د. ريم هلال )، وهي عضو في اتحاد الكتاب العرب. في مادتنا الآتية نسلط الضوء على ما جاء في المحاضرة من سيرة ذاتية لوالدها الراحل بإحساس مرهف وعرفان بالجميل وبر بالوالد تحدثت د. ريم هلال عن والدها الراحل الذي شغل عدة مناصب وكان رئيساً لفرع الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش في اللاذقية، وهو المعروف بالنزاهة والحكمة وتبحره في العلم وتواضعه وحبه للناس ومساعدتهم، وحبه وإخلاصه لعمله حيث كان يلقب بالثانية والنصف وهو موعد انصرافه من دوامه. لكنه كان يعمل أيضاً مساء وفي أيام العطل والأعياد دون مقابل ولا أجور إضافية. وسردت المحاضرة أحداث مؤرخة في حياة أبيها تؤكد هذا الكلام منها حادثة لم تستطع د. ريم أن تكبح دموعها فبكت قائلة : أي صراع عاشه أبي الطفل حين طلبت منه جارة أن يأتيها بعلبة سكر من منزله دون أن يخبر أسرته. فهو أراد مساعدة جارته الفقيرة المحتاجة للسكر، وبنفس الوقت لا يستطيع أن يخون أفراد أسرته، إلى أن اهتدى لحل معقول، أعطاها السكر دون أن يعلم أحداً. وأخذ يقيس ماذا يمكن أن تساوي هذه العلبة من ملاعق السكر التي يضعها في الشاي .وبهذه الحسبة ظل أبي الطفل يتناول شايه من دون سكر ولمدة شهر كامل. كما تحدثت عن فرحه وتوجسه من المكتبة الرابعة التي أتى بها بسبب جنوح مكتبته إلى الميلان لكثرة ما أثقل عليها بكتبه. فكان متوجساً من سقوطها على سكرتيرته التي أحكم مكان جلوسها أمام المكتبة ويكون مصيرها كالجاحظ. لكنه سقط هو في مكتبه في يوم الخميس الذي كان أحب الأيام إلى قلبه. وشرحت (هلال ) علاقتها بوالدها الحريص على أن ترتقي ابنته الدرجات العلمية مشددة على أن والدها (عبد القادر هلال) كان شخصية كبيرة، فذة، ذات هيبة كبير في تعامله حتى الذين يناصبونه العداء – وما أنذرهم – كان مميزاً في تفكيره وعواطفه وسلوكه بأكمله ومثقفاً جداً ,ومتأملاً في كل شيء. ويمتلك من الطيبة والتسامح الكثير، وكان يردد دائماً : لا تحقدوا أبنائي على أحد لأن أي إنسان سوف يموت فهو جدير بالرأفة والشفقة.
رفيدة يونس أحمد