الوحدة: ٢١-١-٢٠٢٣
في البدء كانت الكلمة، ومنها انطلقت الأبجدية إلى العالم، اختلفنا، اتفقنا، تحاورنا، تجادلنا، وعدنا في النهاية إلى حيث انطلقنا الكلمة.
كانت رحلتي طويلة حتى وصلت إلى هنا، خضت حروباً في مخيلتي حتى أصبح وليدي (الراقصة والشيخ، والحالمون بغد مشرق) بين أيديكم.
كل قصة كتبتها كانت تستمد نبضها من دمي وأصدقكم القول: إن أحلامي شاركتني حياكتها وكم ضحكت عندما كنت أتقمص شخصيات قصصي كشخصيتي الراقصة والشيخ أيضاً.
وكم حزنت عندما حملت بين أضلعي أحلاماً أخاف على أبناء جيلي أو من سيأتي من بعدي ألا يستطيع تحقيقها، كقصة الفتى الذي عاد به الزمان ليعيش نسخة تشابه حياته الحالية. وكم أصابتني القشعريرة عندما حملت همّ ذلك الكاتب الذي أضاع حلمه جراء ظروف الحياة القاسية، وكم صاحبتني وهزّت كياني تلك الصرخات المسكونة بالأنين من أنثى فقدت كل شيء، لكنها نهضت من كبوتها وكانت تشق طريقها في دروب الحياة.
لقد كنت أحيا بين شخصيات قصصي إذ اتحدنا صوتاً ومدى وكلمات وصدى.
آمل أن أترك بصمة في لوحة الأدب العربي وأحلم بذلك وأسعى إليه.
هذه كانت كلمات الكاتب القاص مهران بهجت سلوم في حفل توقيع مجموعتيه القصصيتين الراقصة والشيخ والحالمون بغد مشرق. في دار الأسد للثقافة وبحضور عدد من المهتمين بالشأن الثقافي.
وقد تنوعت المشاركات في التقديم والقراءة النقدية للمجموعتين القصصيتين للأديب القاص مهران سلوم من أصحاب الاختصاص وصانعي بصمة في المجال الأدبي محلياً وعربياً. وبداية تم عرض فيلم مصور عما تدور حوله المجموعتين القصصيتين بتعليق صوتي لسميحة مغربي من فلسطين، زهير عبد العال من سورية، رفيدة مندور من مصر، جعفر مهنا من سورية.
ثم قدّم الدكتور الناقد زكوان العبدو الأستاذ المساعد في قسم اللغة العربية – جامعة تشرين قراءة نقدية للمجموعتين القصصيتين. كما قدمت الدكتورة بانة شبانة الأستاذ المساعد في قسم اللغة العربية – جامعة تشرين قراءة في المجموعتين.
ومن خلال أفلام مسجلة شارك أدباء من خارج سورية بإلقاء الضوء على المجموعتين القصصيتين، ووضعوا بصمتهم في حفل التوقيع هذا، والأدباء هم: الدكتور الروائي إيهاب البديوي من مصر، الدكتورة وسام علي الخالدي من العراق، والمؤلف القاص المصطفى المغولي من المغرب.
كما كان لأصدقاء الكاتب كلمتهم، عبروا فيها عن القيمة الأدبية للمجموعتين القصصيتين وعن خالص وفائهم للكاتب ولقيمة الكتابة وهم : الروائي والصحفي الحر غزال، القاضي المفكر عز الدين خضور، المربية الفاضلة أحلام الرفاعي.
وجدير بالذكر أن المجموعة القصصية “الحالمون بغدٍ مشرقٍ” ضمت ثمانية عشر عنواناً منها: مقالة تحت الطلب، الحلقة المفقودة، جدتي، لم الحب وغيرها.
أما المجموعة القصصية الثانية “الراقصة والشيخ” فقد ضمت أربعاً وعشرين قصة منها: مقابلة مع الموت، مواطن درجة ممتازة، المسامحة، الحفار وغيرها.
ومن قصة الراقصة والشيخ اخترنا هذه السطور:
كلنا خطاؤون ولم نوجد في هذه الحياة إلا من كثرة ذنوبنا، نحن أبناء البشر ضعفاء أمام الامتحان الرباني، لن أقول لك شيئاً ولن أتفوه بكلمة، أنا السبب لم أزرك، وأتابع عظاتك لما تعلقت بي، لا تستغرب، نعم، ألوم نفسي، مالي والمسجد؟! أنا راقصة وأنجّس دور العبادة بدخولي إياها، ولكن لم أتصور يوماً أن يتعلق بي رجل مثلك، فأنا لا أكلم أحداً، صحيح أني راقصة وأعرف أنها مهنة محرمة، ولكن الأصح أن الله رؤوف بالعباد.
رواد حسن