دراسة تربوية حول… “الاهتمام المفرط…. ونتائجه العكسية على حياة الأبناء” 

الوحدة : 20-1-2023

رغم أن الرغبة بحماية و دعم أطفالنا والحفاظ على سلامتهم وسعادتهم تعتبر شعوراً غريزياً وجزءاً مهماً من مسؤولياتنا، فإن الإفراط في هذه الحماية بالتدخل المفرط في حياتهم ونشاطاتهم وقراراتهم، قد يؤدي أحياناً إلى نتائج عكسية. وقد تحدّث العديد من الأخصائيين التربويين عن مضار هذا التدخل المفرط ووصفوا الوالدين اللذين يقومان به بـ”المروحية” أو “الهيلكوبتر” بسبب تواجدهما الدائم فوق رؤوس أطفالهما وتدخلهما بحياتهم.

والدراسة التربوية التي سنلقي الضوء عليها في هذه السطور تهدف إلى إرشادنا لتنشئة وتربية طفل مستقل و قادر على الاعتماد على نفسه، ولماذا علينا أن نتجنب الإفراط في حماية طفلنا والتدخل في حياته؟

في البداية، أشارت الدراسة إلى أن أول من استخدم المصطلح “الأب الهليكوبتر” كان العالم والمعالج النفسي والأخصائي التربوي هايم جينو، في كتابه Between Parent and Teenager، مشيراً إلى الوالدين المفرطين في حماية الطفل ومراقبته والتدخل بحياته وشؤونه منذ الطفولة وحتى بعد مرحلة المراهقة. كما استخدمه الباحثان في تنمية الطفل فوستر كلاين وجيم فاي للإشارة إلى الوالد الذي يحوم فوق طفله مثل “مروحية” ويتدخل في حياته بطريقة مفرطة تمنعه من تنمية مهارات الاستقلال والاعتماد على النفس.

وأكدت الدراسة أن المقصود بمصطلح “الآباء الهليكوبتر”، كما تعرفه الأخصائية النفسية آن دنوود، قائلة : التربية “المروحية” هي ببساطة “التربية المفرطة”، أي أن “تفرط في السيطرة على الطفل وحمايته بشكل يتجاوز مسؤوليتك كأب أو أم ويتعارض مع استقلالية طفلك”

حيث يقوم الآباء “المروحيون” بالتدخل بشكل مفرط في قرارات أطفالهم أو اتخاذها عنهم ، مثل انتقاء ملابسهم وأحذيتهم وأصدقائهم وهواياتهم والأماكن التي يذهبون إليها. وقد يقومون بوضع جداول صارمة لكل نشاطات أبنائهم.

وبينت الدراسة أن الانخراط في حياة الأطفال بشكل مبالغ فيه قد يكون ضاراً ويشعرهم بالاختناق بسبب المراقبة المستمرة لهم. وذكرت بعض العيوب لهذا الأسلوب التربوي،

وأهمها أنه يمنع تطوير مهارات حل المشكلات لدى الأطفال،

ويمنعهم من تعلم الدفاع عن أنفسهم. إذ يحتاج الأطفال إلى مواجهة بعض العواقب الطبيعية في الحياة عند الفشل أو القيام بخطأ ما. وتجنيب الطفل التجارب السلبية بهدف حمايته أمر غير صحي لأنه بحاجة لاختبار جميع المشاعر عن طريق خوض تجارب مختلفة.

ولكي تتجنب أن تصبح “والداً مروحياً”، تنصح الدراسة بأن تساعد طفلك على تنمية مهاراته الحياتية بدلاً من القيام بمهامه عنه وأن تقاوم رغبتك في التدخل عند مواجهته صعوبات بسيطة وإعطائه فرصة للمحاولة واتخاذ قراره بنفسه. ومن المهم أيضاً أن تعلم طفلك مهارات حل المشكلات وأن تسمح له بتجربة الفشل منذ الصغر لتعلّم كيفية التعامل مع التجارب الفاشلة والمحاولة مرة أخرى.

 

فدوى مقوص

تصفح المزيد..
آخر الأخبار