من أنت يا زمان؟

 وفق منظورين فلسفي وعلمي فيزيائي، ألقى الأستاذ يحيى أحمد محاضرة بعنوان (من أنت يا زمان؟) وذلك في مركز ثقافي جبلة وسط حضور نخبة من المثقفين والمهتمين، حيث قدم عدة تعاريف للزمن موضحاً الخلافات الحادة حول هذه التعاريف، واختار منها ما يوافق رأيه، والتي تؤكد على الحالة الوهمية للزمن الذي لا بنية ولا تركيبة له، منوهاً بأن ذلك لا ينفي أن الزمن عقيدة إنسانية أجمعت عليها البشرية بأكملها ينبغي احترامها وتقديسها فهي موجودة في أفكار الإنسان. وبالعودة إلى التعاريف التي ذكرها المحاضر، فإن الزمن وفق مفهوم الفكر الفلسفي ممثلاً بأرسطو هو معداد الحركة والتغيير، وعند المسلمين وفق نمطين اثنين : المعتزلة والأشاعرة رأوا أن الزمن ذريٌّ، وأبو حامد الغزالي قال إن الزمن كالمكان نسبي، ثم جاء نيوتن وأعطى تعريفاً للزمن مفاده: جريان تيار مستمر ومتساوٍ في أنحاء الكون، وبالتالي فإن الزمن مطلق. وأما أينشتاين بنسبيته الخاصة أو العامة بيّن أن الزمن غير منفصل عن المكان، فطرح فكرة ما تسمى بالزمكان، وأما بالنسبة لميكانيك الكوانتي مفهوم الزمن عملياً لا وجود له لأنه متناهٍ بالصغر وبالدليل القاطع يثبت أن الزمن حالة وهمية وضعها الإنسان. كما قدم المحاضر خواطر زمنية تدور حول ولادة الثانية واحترامها، وأهمية التنظيم والترتيب باعتبار الزمن أحد القوانين الناظمة لهما، مؤكداً  على أن احترام الزمن يؤدي إلى رقي المجتمع وتطور البشرية.  يُذكر أن الشاعر سهيل درويش قدم المحاضر وأدار الحوار والمداخلات التي تلت المحاضرة.