عمل الزوجين في مكان واحد يحمل في طياته أسئلة كثيرة

العدد: 9338

24-4-2019

يتشارك الزوجان حياتهما في حلوها ومرّها تحت سقف واحد قد يختلفان في الأمور الحياتية ولكن ماذا لو كانا يعملان معاً في نفس المؤسسة أو المكان أو يمارسان نفس المهنة. هل من الإيجابية أم السلبية عمل الزوجين معاً؟! وتشاركهما الحياة داخل وخارج المنزل هل هو دافع للنجاح أم سبب للملل والغيرة؟! هذا ما سنلمسه في استطلاع بعض الآراء حول تجارب بعض الأزواج في هذا الموضوع:

قد يتسبب عمل الزوجين في نفس الشركة جفافاً في العاطفة كونهما لا يفترقان أبداً أي أنهما لا يشتاقان لبعضهما هذا ما تحدثت عنه السيدة ميساء التي تعمل مع زوجها في نفس الشركة فقالت: أرى زوجي في المنزل والشركة وحياتنا روتينية ليس فيها جديد حيث نستيقظ في نفس الساعة تقلّنا نفس السيارة إلى نفس المكان ننهي عملنا لنعود معاً فلا يوجد حديث نتحدثه كماذا فعلت اليوم؟ وكيف كان عملك؟ وهذا حالنا كل يوم لذلك لا أفضل عمل الزوجين في المكان نفسه لأنه يخفف العاطفة بينهما ويسبب الملل أيضاً في روتين الحياة فالمرأة أو الرجل بحاجة إلى الاستقلالية نوعاً ما في الحياة.
كان هناك رأي آخر في هذا الموضوع فقد يكون وجود الزوجين في نفس المكان حافزاً للتنافس والنجاح في العمل كما قالت السيدة ربوع حيث ترى الزوجة زوجها متفوقاً في مجاله والعكس صحيح مما يدفع الطرف الآخر للمنافسة والنجاح في العمل أيضاً.. والتفاهم الحاصل بينهما كذلك ينجح العمل كمهنة المحاماة مثلاً، قد يتساعدان في حل قضية معينة أو في الطب في علاج معين، بذلك يتشارك الزوجان الحياة كلها في البيت والعمل، فالزواج مؤسسة بحد ذاته فكيف لو تشاركا مؤسسة العمل أيضاً هذا يقربهما من بعضهما ويفتح لهما أبواب النقاش وتوسيع شبكة العلاقات ولو اختلفوا في بعض أمور العمل تبقى الصلة التي بينهما أقوى من أن يهدموا شراكتهما ويفكك العمل، أما الأشخاص الغرباء لا يعني لهم موضوع الشراكة شيئاً أما عمل الزوجين مع بعضهما يقوي العمل ويقوي العلاقة بينهما.
كما وكان لنا وقفة أمام بقالية أبو أحمد الذي يجلس فيها مع زوجته حيث قال: نعمل أنا وزوجتي هنا لأنها باب رزقنا ونحن لم نعد في سن الشباب فقد تقاعدنا وفتحنا هذه البقالية كمصدر دخل وتسلية لنا وتجلس معي أم أحمد لأن لها أسلوبها في البيع وتساير الزبائن كما أننا نتشارك في كل حياتنا ولا يمكن لأحدنا أن يفصل نفسه عن الآخر، يقول البعض (ألا تملان من بعضكما) فيقول أبو أحمد (من لنا غير بعضنا في آخر العمر) فلا أحد يحفظ رزقه إلا زوجته والزوجان قادران معاً على تدبر أمور الحياة وخاصةً عندما يكبر الأولاد ويتزوجون فلا يبقى إلا الأب والأم في المنزل وشعلة الحب والتفاهم لا تنطفئ بينهما لذلك ينجحان في عملهما.
من ناحية أخرى العمل المشترك بين الزوجين يسبب مشاكل بينهما وبين المحيط هذا ما أشارت إليه السيدة خلود قائلة: عندما يعمل الزوجان في نفس المؤسسة، يفقد الطرفان حريتهما فقد تخرج الزوجة مع صديقاتها في العمل أو تخرج للتسوق من عملها فلا يستطيع أي طرف خلق جو خاص به في العمل وهناك سلبيات عديدة أيضاً، فقد يصدر عقوبة بأحد الزوجين في العمل مما يجعله يتحسس ويشعر بالإهانة وخاصة إن كان المقصود الزوج وقد يتولد أيضاً تقييد في حرية التصرف والحديث مع الزملاء في العمل وكما ولهذا الموضوع إيجابيات فقد يغطي أحد الطرفين غياب الآخر ويتعاونان في أعمال المنزل عندما يعودان معاً إليه ويؤسسان مؤسسة حياتية ناجحة لأنهما يعرفان كل شيء عن بعضهما البعض.
في سياق متصل التقينا السيد غسان فقال: أنا أعمل في مكان وزوجتي في مكان وهذا أفضل، فكل شخص بحاجة لاستقلاليته فقد تحب زوجتي الخروج من عملها مع صديقاتها وأنا أيضاً، في هذه الحالة لا يتقيد أحد بالآخر ويمارس كل منا حريته الشخصية بدون رقيب في العمل، حتى أن موضوع التشاركية في العمل خاصة في مؤسسات الدولة جيداً فقد يستلم أحد الطرفين منصباً أعلى من الطرف الآخر مما يشكل إحراجاً أمام الزملاء وقد يتولد غيرة أحد الزوجين خاصة إن كانت الزوجة هي من استلمت كالمحامين مثلاً قد تصبح المرأة قاضياً ويبقى الرجل محامياً عادياً، وفي مجتمعنا سيتعرضون للانتقاد ولو كان الرجل منفتحاً وقد يجد الزوجان نفسهما في مواقف متعارضة في العمل مما يؤدي للمتاعب والمشاكل كما يجب عليهما الفصل بين المنزل والعمل ففي العمل أحياناً لا يوجد مكان للعاطفة والمرأة بحاجة لعمل مريح على عكس الرجل فلديها واجبات أخرى في المنزل عليها الاهتمام بها كالأطفال مثلاً.

بتول حبيب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار