العدد: 9338
24-4-2019
طوابير من السيارات على مد النظر ولمسافات بعيدة ينتظر أصحابها دورهم للحصول على مادة البنزين التي باتت حديث الساعة هذه الأيام، فالانتظار يدوم لساعات طويلة للحصول في النهاية على 20 ليتراً من البنزين الكافية لمتابعة هؤلاء لأعمالهم اليومية، ناهيك عن ذلك فقد ارتفعت أسعار تعرفة الركوب وفي وسائل النقل العامة على خلفية أزمة البنزين في محطات الوقود سواء أكانت أجور التكاسي أو السرافيس.
هذا هو حال المواطن اليوم، لذلك وعلى مبدأ مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة انطلقت مبادرة إنسانية واجتماعية وعملية على الفيسبوك من قبل الأيدي البيضاء التي ترغب بالمساعدة لتجاوز الأزمة وتعزيز النقل الجماعي من خلال موقع (بطريقك اللاذقية) والفكرة بشكل عام جيدة وتنم عن روح المساعدة والشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين، وكل ذلك بهدف تأمين وسائل النقل لأكبر شريحة من مجتمعنا بطريقة بسيطة ومريحة.
فمن رحم الألم والمعاناة والوجع نلتقي بالتآخي والحب والتعاضد هذه هي ثقافة مجتمعنا التي نعتز بها، فمثل تلك المبادرات تخفف من وطأة أزمة المواصلات إلى حد ما وتساعد المواطنين للوصول إلى أماكن عملهم والطلاب إلى جامعتهم كما أنها تعزز الشعور الاجتماعي والإنساني لدى المواطنين الوصول إلى أماكن عملهم والطلاب إلى جامعتهم كما أنها تعزز الشعور الاجتماعي والإنساني لدى المواطنين لكي يكونوا قلباً واحداً ويداً واحدة لاجتياز الأزمة بصدر رحب وقلب محب.
فكل الاحترام لأصحاب هذه المبادرة، وكم نحن بحاجة إلى أمثالهم لتجاوز الظروف التي نمر بها والتي يحتاج تجاوزها إلى تكاتف المجتمع الأهلي مع المؤسسات الحكومية للتخفيف من آثارها، وهو الأمر المتأصل في نفوس شعبنا، ولعل هذه المبادرة خير دليل وبرهان على كثرة أصحاب المبادرات الخلاقة والخيّرة بيننا وبأن الدنيا بخير وبأنها وكما يقول المثل /ما خليت وما خربت/
مريم صالحة