الوحدة : 13-2023
في سياق النشاطات الأسبوعيّة للجمعيّة العلميّة التّاريخيّة، أجرت الجمعيّة بالتعاون مع مديرية آثار جبلة جولة ميدانية على مسرح جبلة الأثري الذي يقع في الجهة الشمالية الشرقية لمدينة جبلة القديمة، وذلك بإشراف مجلس إدارة الجمعية وبمشاركة عدد من أعضاء وأصدقاء الجمعية وبرفقة رئيس دائرة الآثار في مدينة جبلة د. مسعود بدوي، وذلك للتعريف بالعناصر المعمارية والتزيينية و أقسام المسرح من مدرجات الجمهور والمنصة والأروقة ومنها الرواق الرئيسي والرواق الثانوي.
خلال الجولة قدم د. بدوي رئيس دائرة الآثار للزوار معلومات تتعلق بالعناصر المعمارية والتزيينية و أقسام المسرح من مدرجات الجمهور والمنصة والأروقة ومنها الرواق الرئيسي و الرواق الثانوي، موضحاً أن تاريخ بناء المسرح يعود إلى القرن الثاني الميلادي خلال الفترة الرومانية، ويُعد من أهم مسارح شرق المتوسط الذي استخدم بهدف إقامة العروض والاحتفالات، يبلغ قطره 95 متراً وهو مصمم لاستيعاب حوالي 8000 إلى 10000 متفرج، لكن حالياً تراجعت طاقته الاستيعابية إلى حوالي 3000 متفرج فقط وذلك بسبب الانهدامات التي تعرض لها المسرح على مر العصور و أهم أسبابها الزلازل.
وحول تقسيمات المسرح ذكر د. بدوي أنها تشمل منصة المسرح والحلبة و مدرجات الجمهور، موضحاً أن تسمية المسرح بقلعة جبلة حصلت أثناء دخول المسلمين إلى مدينة جبلة حيث تم تحويل المسرح إلى قلعة وإغلاق المداخل والفتحات بشكل كامل والنوافذ بالحجارة، مشيراً إلى أن المسرح خلال العصور الوسطى شهد عدة تحصينات أثناء الغزو الصليبي التي كشفت عنها أعمال التنقيب، وهذه التحصينات لم تعد واضحة وإنما بقيت بعض آثارها بسبب الزلازل المتلاحقة التي تعرضت لها مدينة جبلة ومنها زلزال مدمر يعود تاريخه إلى 476 ميلادي حيث تهدم قسم كبير من المسرح.
و بيّن رئيس دائرة الآثار في جبلة أن الدائرة أجرت عدة أعمال ترميم للمسرح في الأماكن الواهنة المعرضة للانهيار وتعد نوعاً من أعمال تدعيم واستكمال شكل المسرح المستوى الأول وهذا يساعد على استيعاب عدد أكبر من الجمهور واستقبال الزوار وإقامة مختلف الفعاليات الثقافية والرياضية .
– وفي لقاء مع رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية التاريخية الأستاذ عز الدين علي بيّن أن هذه الجولة تهدف إلى تسليط الضوء على الأوابد التاريخية الأثرية في سورية عموماً وفي محافظة اللاذقية خصوصاً، وتأتي ضمن برامج الأنشطة التي تنفذها الجمعية إما على شكل محاضرات أو زيارات وجولات ميدانية ذات طابع ترفيهي بحثي في عدة محافظات سورية من أجل تعريف الناس بهويتنا وتراثنا وتاريخنا مشيراً إلى أن مسرح جبلة الأثري يعد أحد أهم المسارح الأثرية في سورية والأول على صدر المتوسط الشرقي.
– الزميل الصحفي خالد حاج عثمان رئيس لجنة أنشطة الجمعية أكد على حرص الجمعية على زيارة المواقع الأثرية ذات البعد الثقافي مشيراً إلى أهمية هذه الرحلة الاطلاعية التي تندرج ضمن أنشطة الجمعية وتحقق أهدافاً ثقافية ومعرفية وتاريخية واجتماعية.
– الشاعر محمد صالح إبراهيم قال : من الجميل أن يقف الإنسان في حضرة التاريخ والعظمة، ومسرح جبلة الأثري يعد تحفة معمارية عجيبة ومدهشة من حيث أماكن توزيع الأبواب ودخول وخروج الزوار، مشيراً إلى الجهد الذي بذل من أجل تشييد هذا الصرح الأثري عندما كانت الحياة بدائية مما يؤكد على عراقة التاريخ.
– الأستاذ يحيى أحمد رأى أن مسرح جبلة الأثري يمثل ملتقى تاريخياً لكل مواطن في هذه المنطقة، مؤكداً على ضرورة تعريف الأجيال الناشئة و الشابة بهذا المسرح الأثري المهم من خلال تنظيم المدارس زيارات لهذا الصرح الأثري المهم وكذلك إدراج معلومات عنه وعن جميع الأوابد الأثرية في سورية ضمن المناهج التعليمية.
ازدهار علي