الوحدة12-1-2023
أقام قصر الثقافة في بانياس محاضرة بعنوان: الهيمنة المالية الأمريكية.. المشهد العالمي ألقاها الدكتور رامي زيدان. تحدث فيها عن الهيمنة على العالم، وهذه الهيمنة قديمة ليست وليدة الساعة لكنها تعاظمت وبشكل كبير بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وتحول العالم من ثنائي القطب إلى أحادي القطب، وعند الحديث عن الهيمنة الأمريكية لابد أن نربط هذا الموضوع بأدوات الهيمنة وهي الدولار، الشبكات المتعددة الجنسيات، صندوق النقد الدولي، القوة العسكرية الأمريكية، وسائل الاتصال الحديثة، صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ولكن أهم هذه الأدوات هو الدولار. وأضاف: أميركا مهيمنة على العالم من خلال الدولار، سابقاً كان النظام المالي السائد في القرن التاسع عشر وحتى ١٩٧١ في القرن العشرين هي قاعدة الذهب و بموجبها يمكن مقايضة الدولار بالذهب بالإضافة إلى أن طباعة العملات لا تجوز إلا وفق ما تملكه الدولة من ذهب، وفي الحرب العالمية الأولى احتاجت بريطانيا إلى أسلحة فلجأت إلى القوة الصاعدة الولايات المتحدة الأمريكية لتزويدها بالسلاح ودفعت ثمنها بالذهب، وتركز معظم ذهب العالم في ذلك الوقت مع الولايات المتحدة الأمريكية، ومنذ ذلك الوقت بدأت أميركا تخطط بشكل سري للتخلي عن قاعدة الذهب فتم إصدار القرار ٦١٠١ الذي يمنع المواطنين الأمريكيين من حيازة شهادة إيداع بالذهب أو سبائك ذهبية أو ما شابه كخطوة أولى، وبعد أزمة الكساد العظيم قامت الولايات المتحدة باستجماع معظم الذهب الموجود بالعالم من خلال الطلب على صادراتها، وفي عام ١٩٤٤ اجتمع ممثلو ٤٤ دولة لمناقشة هذه الحالة وتم الاتفاق على ربط عملات الدول بالدولار الذي يرتبط بالذهب وهذا ما يسمى نظام الحوالات الأجنبية الذهبية، ومنذ ذلك الوقت تعهدت الولايات المتحدة بدفع ٣٥ دولاراً لأوقية الذهب، ولكن لاحقاً وبسبب الإنفاق الكبير والضخ الكبير للدولارات وغيرها أصدر الرئيس الأميركي نيكسون قراراً يقضي بمنع تحويل الدولار إلى ذهب، وبسبب انتشار الدولار ضمنت أميركا هيمنتها على العالم مالياً من خلاله ، وبعدها لجأت الولايات المتحدة إلى أسلوب آخر لتغطية الدولار فأقاموا معاهدة غير معلنة مع السعودية عام ١٩٧٦ واتفقوا أن تبيع النفط بالدولار وبذلك أصبح الدولار مغطى بالنفط السعودي، بالإضافة إلى قوة الصادرات الأميريكية وكل المواد الأساسية الخام فرض تسعيرها بالدولار، ونوه أن الخبراء في التسعينيات من القرن الماضي قدروا أن الدولارات الموجودة بالأسواق العالمية أكبر من حاجة الأسواق ب ١٧٠ مرة والآن بمئات المرات ولذلك الدولار أصبح الطاغي، أخيراً لابد أن ننظر إلى الآفاق المستقبلية ، فالدولار مهيمن مع انحسار في قوة هذه الهيمنة بسبب وجود قوة صاعدة روسيا والصين، وكذلك الاتفاق الذي حصل بين روسيا والصين على أن يتم تبادل البضائع بينهما بالروبل الروسي واليوان الصيني، أيضاً فرض بيع الغاز الروسي بالروبل.. وبذلك يبقى الدولار أهم أدوات الهيمنة .
رنا ياسين غانم