الوحدة 12-1-2023
ألقت الأستاذة منيرة أحمد – مديرة موقع نفحات القلم الإلكتروني في مركز ثقافي جبلة محاضرة تشاركية حول : الإعلام الإلكتروني واقع وآفاق، موضحةً أن الإعلام الإلكتروني أصبح محور الحياة المعاصرة، له أهمية كبيرة نظراً لاحتوائه قضايا الفكر والثقافة وبات يطلق عليها (ثقافة التكنولوجيا) أو (ثقافة الميديا ) ، و بالمقابل أصبح عدد مستخدمي الإنترنت في العالم في تزايد مستمر في ظل ثورة الانفوميديا والتي تتجسد في الدمج بين وسائل الإعلام والاتصال، فالقنوات التلفزيونية أمكن لها أن تبث برامجها عبر الموبايل ؛ وبذلك استطاع الإعلام الإلكتروني أن يفرض واقعاً مختلفاً على الصعيد الإعلامي والثقافي والفكري والسياسي، فهو لا يعد تطويراً فقط لوسائل الإعلام التقليدية وإنما هو وسيلة إعلامية احتوت كل ما سبقها من وسائل الإعلام ، من خلال انتشار المواقع والمدونات الإلكترونية وظهور الصحف والمجلات الإلكترونية التي تصدر عبر الإنترنت ، والدمج بين كل هذه الأنماط والتداخل بينها أفرز قوالب إعلامية متنوعة ومتعددة بما لا يمكن حصره أو التنبؤ بإمكانياته، فالعصر الحالي يعد بحق عصر الإعلام الإلكتروني، إعلام المستقبل، والعالم أجمع يتجه اليوم بشكل عام نحو الإنترنت وتطبيقاته في المجالات المختلفة. مشيرةً إلى أن هذا التغير لم يتوقف على الوسيلة الإعلامية أو كم الجمهور وإنما تعداه إلى طبيعة هذا الجمهور وموقعه من العملية الإعلامية المكونة من مرسل ومستقبل ووسيلة ورسالة ورجع صدى، إذ تغيرت تماماً عناصر هذه العملية في ظل ثورة الإعلام الإلكتروني وصار بينها نوع من التداخل والتطور النوعي أهمه اختفاء الحدود بين المرسل والمستقبل فأصبح الجمهور هو صانع الرسالة الإعلامية، وأبرز مثال على ذلك ظاهرة المواطن الصحفي والتي مثلت اتجاهاً كاسحاً في الإعلام الإلكتروني الغربي. و أكدت المحاضرة على أن الإعلام الإلكتروني فرض واقعاً إعلامياً جديداً بكافة المقاييس، حيث انتقل بالإعلام إلى مستوى السيادة المطلقة من حيث الانتشار، واختراق كافة الحواجز المكانية والزمنية والتنوع اللامتناهي في الرسائل الإعلامية والمحتوى الإعلامي، لما يملكه من قدرات ومقومات الوصول والنفاذ للجميع، وامتداده الواسع بتقنياته وأدواته واستخداماته وتطبيقاته المتنوعة – على الفضاء الإلكتروني المترامي الأطراف بلا حدود أو حواجز أو فوارق. و أشارت المحاضرة إلى خصائص الإعلام الإلكتروني نذكر منها : – خاصية الانسيابية من الرقابة و عدم تقييد حرية الإعلام والمعتقد والتعبير في معظم بلدان العالم، فهو يتميز بسرعة تغطية الأحداث ونقل الخبر بشفافية بدون قيود وسهولة التصفح والحصول على المعلومة والبحث عنها، وسمح للفرد إبداء رأيه دون قلق أو خوف من الملاحقة والنقد والتعليق على الموضوع الإلكتروني، إضافةً إلى خصائص عديدة : التعددية الثقافية والتواصلية و التطور السريع والبناء الثقافي و المستقبلية و التفاعلية و التحديث. وذكرت المحاضرة العقبات التي تواجه تطور الإعلام الإلكتروني ومن أهمها ندرة الإعلامي الإلكتروني المحترف ، وترجيح الكفة إلى صالح المواقع الأكثر تطوراً من الناحية التقنية والأكبر حجماً على حساب المضمون، و صعوبات الحصول على التمويل و غياب التخطيط للإعلام الإلكتروني نوعاً ما وعدم وضوح الرؤية المستقبلية له، و عدم توفر الإمكانيات التقنية في بعض الدول، مما أثر على عملية تقدم وتطور الإعلام الإلكتروني. و قدمت المحاضرة مجموعة مشاركات عبر استطلاع أعدته مع عدد من الإعلاميين من سورية والدول العربية حول واقع الإعلام الإلكتروني و آفاقه المستقبلية : – د. منذر علي أحمد – مدير الإعلام الإلكتروني في وزارة الإعلام ذكر أن ظهور مشاريع عملاقة تتخطى الحدود الزمانية والمكانية واللغوية، و دخول الذكاء الصنعي وتطبيقاته إلى حقل الإعلام بقوة سواء في مرحلة إنتاج المحتوى وعمليات التوليد الآلي للنصوص والتحرير الآلي لها ومعالجة الصور، كل تلك التطورات تفضي إلى تصورات مبدئية عن الشكل الذي ستكون عليه العملية الاتصالية الإعلامية مستقبلاً، بأنها ستكون خارج نطاق التصورات التقليدية، وخاصة في ظل تطبيقات الجيل الخامس للاتصالات. فالتغيرات التي ستحدث ستطال بشكلٍ كامل عملية إنتاج الإعلام الالكتروني مستقبلاً ونشره وتوزيعه واستهلاكه. – نضال عيسى / لبنان – نائب رئيس تحرير مجلة وموقع كواليس ذكر أن عصر السرعة والتطور يمحي القديم، إزاء ذلك ينبغي مواكبة هذا التطور شرط عدم نسيان القيم وتطبيقها في السلطة الرابعة فالإعلام هو صورة الوطن إما أن نكون رسالة وصوت الحق أو نبث الأكاذيب والأضاليل ولدينا الكثير من تلك المواقع المشبوهة وهنا على وزارة الإعلام مسؤولية في محاسبة ومراقبة تلك المواقع و إيقافها وكذلك مساندة ومساعدة ومكافأة المواقع التي تعمل بالشكل القانوني والمهني. – لينا ناصر /لبنان – رئيس تحرير مجلة مرافئ الحنين الإلكترونية رأت أن غياب الرقابة والفوضى السائدة سمح للجميع باستخدام المواقع الإلكترونية بغض النظر عن الخلفية التقنية وشفافية الأهداف، من هنا لابد من التصرف بحكمة والبحث عن المصادر الحقيقية والمواقع الموثوقة قبل التصديق أو الانجراف خلف أي معلومة أو خبر تتناقله وسائل الإعلام الإلكترونية.
ازدهار علي