الوحدة: ١١-١-٢٠٢٣
على مسرح دار الأسد باللاذقية وبمناسبة الاحتفالية بيوم المسرح العربي، قدم يوم الثلاثاء الماضي الواقع في 10 كانون ثاني العرض المسرحي بعنوان ” بلاااا، بلااا, بلااا”، النص مترجم عن نص “مسرحية دعائية” للكاتب الروسي يوري يورين، ومن إخراج مجد يونس أحمد، قام بأداء الأدوار كلّ من ( مجد عدنان يونس، نور الفيصل، أكرم الشيخ، أوس غدير، حيدر طه).
تحكي قصة العرض عن كاتب ومؤلف، اختير نصه لاحتفالية بيوم المرأة العالمي، النص الأساسي يحكي قصة حب رومانسية بين موظف بسيط ومغنية في مقهى ويقع في حبها لتقوده مجموعة من الظروف المتشابكة إلى قتلها في النهاية، لكن مخرج العمل يعمل على انزياح النص وتقديم عمل مسرحي يأخذ مفاهيم أخرى بعيدة كل البعد عن قصة الحب تلك، وتغوص في معطيات تحمل مدلولات أخرى، كالبرجوازية والرأسمالية ومفاهيم براغماتية أخرى، حيث يقوم المخرج بالعمل على نمط من الرؤية الإخراجية والتمثيلية المتناقضة، يتخلله دائماً اعتراض المؤلف لعدم المساس بنصه الأساسي لكن في النهاية لا حول ولا قوة له.
العرض يحكي هموم المسرح ويعكس بمرآة قضاياه.. حول هذا العرض المسرحي وأهمية وقيمة المسرح كان لنا هذه الحوارات الجانبية مع صناع العمل:
* مجد يونس أحمد مخرج العمل : “العرض مترجم عن نص روسي، عملنا على تهيئته ليناسب بيئتنا واستقرابه لعقليتنا كي لا نحس بالغربة، لأننا في العادة نعمل على ترجمة النصوص وتمثيلها، لكننا هنا قربناه ليصير عربياً، مقولة العرض تواكب الكلمة التي أُلقيت في يوم المسرح العربي وضمن بوتقته، وأنا كمسرحي أعتقد أننا ناقشنا مع الجمهور ما يدور عند الأعمال المسرحية، والإسقاطات التي تحملها العروض، فالمسرح يجب أن يكون قريباً من الناس وأوجاعها وهمومها لأنه منبر مهم جداً لنعرف أين نحن والمقولة النهائية للجمهور وإلى أي مدى أحبه الجمهور وتقبله؟.
* نور الفيصل : “دوري هنا في هذا العرض، بنت تتصرف بدلع وغنج وهي بالحقيقة أنثى مثقفة ومعبأة فكرياً لكن السوق يتطلب منها أن تلعب هذا الدور لتحصل على أدوار، وأنا أقول هنا إنّ دور المرأة لا يختلف عن دور الرجل في هذا المجال، وبرأيي دورها الأهم لأنه تتم مصادرة رأيها وعطاءاتها دائماً، فعندما تُعطى الفرصة تبدع أكثر، لأن الكبت يضغط في العمق وعندما يُفتح الباب له تظهر قوة هائلة قد تصدم، والمسرح بشكل عام في حالة تراجع في سورية والوطن العربي رغم تعطش الجمهور للعروض وشغفنا نحن بهذا المجال وتفريغ طاقاتنا الفنية ورسائل المسرح التي نحملها، لكن نحن في المحصلة نحتاج الدخل المادي الذي يفتقره المسرح، والذي بدوره صار بحالة شحّ مادي، ومع ذلك نحن نعمل بظروف صعبة مع إصرارنا على العمل، لأنه مجالنا ورسالتنا.
* أوس غدير : “في هذا العرض أقوم بدور شخصية حارس المسرح وهو شخص بسيط يمثل شريحة واسعة من الناس البسطاء والعفويين والفقراء، باسم أبو عدنان يعيش بشكل يومي مع المخرجين والممثلين بالمسرح فصار جزءاً منهم، يلمّ ببعض النقاط فهو للحظات يدخل البروفة ويقترح أشياء يساعد فيها المخرج ويشارك بالعرض كممثل طمعاً بمكافأة وإفادة بمبلغ مالي بسيط يُغني عن ممثلين زيادة.. العمل يحكي للأسف عن أوجاع المسرح والمخرجين والممثلين وطريقة تناول النصوص والعمل من خلال مشاركة شخص مثل أبو عدنان كممثل وهو لا يدرك بديهيات العمل المسرحي، الذي يؤدي إلى تشويه العمل.. النص أجنبي لكن تمّ العمل على مقاربته من أزماتنا الحياتية من مواصلات وأزمات بنزين ومازوت وتدفئة، وهنا أشكر جمهور الحضور الذي يحرص دائماً على متابعة الأعمال التي يقدمها المسرح في اللاذقية رغم المعاناة، وهذا يُحملنا مسؤولية كبيرة، نتمنى أن نكون قد وفّقنا بما قدمناه ونال استحسان الجمهور.
سلمى حلوم