سيكولوجية الوقت

الوحدة 5-1-2023

عند طرح مفهوم الوقت أو الزمن للنقاش، يسهل علينا الحديث عنه على المستوى النظري، ولكن على المستوى التجريبي نلحظ وجود صعوبة في دراسة هذا المفهوم. وتكمن الصعوبة في تحديد مفهوم الزمن، حيث إنه يقع في مستوى تصورات متعالية، تكون أقرب إلى الفكر الفلسفي التجريدي منها إلى الفكر التجريبي. وقد تتجاوز صعوبة فهم الزمن إلى قلة الدراسات والبحوث التجريبية، ويعد الزمن من أندر الموارد التي يمكن استثمارها، ومن يفشل في ذلك فإنه لا يمكنه إدارة أي شيء آخر، ولهذا يمكن النظر إلى الوقت على أنه سلعة فريدة بغض النظر عن العمر أو الموقع. ويعرف الوقت بأنه (المادة التي صنعت منها الحياة)، ونشاطك الفردي يعكس حقاً شخصيتك، فالحياة المنظمة تتيح القيام بكل شيء بالتخطيط والمتابعة، وعدم هدر الوقت في الندم أو التفكير والعيش مع الماضي، أو في شرح أسباب عدم القيام بعمل كان ينبغي القيام به. والوقت مورد فريد لا يمكن إدخاره وتخزينه، بل استخدامه بحكمة، فهو موزع على الكل بالتساوي، وكلنا أمامنا ( 24 ) ساعة يومياً و(7 ) أيام في الأسبوع و ( 52 ) أسبوعاً في السنة. إن كمية الوقت ليست مهمة بقدر أهمية كيفية إدارة الوقت المتاح لنا، ويمكن إدارة الوقت بفاعلية غداً إذا خططنا له اليوم، لكن الطريقة التي نستخدم بها وقتنا مسألة اختيار شخصي، وللاستفادة القصوى من وقتك أن تخصص وقتاً للتخطيط لأن انصرافك في التخطيط لدقيقة واحدة توفر لك ثلاث دقائق عند تنفيذ المهمة، وعليك تحديد الأولويات مع بداية كل يوم حسب أهميتها. مع تحديد مواعيد انتهاء المهام بشكل واقعي وتمسك بها لتكتسب إحساساً دقيقاً بمقدار الوقت الذي تحتاج إليه مهمة ما لإكمالها، كما إنه عليك القيام بمهمة واحدة في كل مرة ولا تنتقل من مشكلة إلى أخرى، لأن ذلك سوف يدمر قدرتك على التركيز فيما بعد، واستخدم وقتك المفضل بشكل فاعل، وذلك للقيام بالأعمال ذات الأهمية القصوى، ثم قم باستخدام الوقت الأقل تفضيلاً للقيام بأعمال أقل أهمية. تعلم كيفية صنع القرارات، حيث أن الظروف المحيطة بك قد تدفعك باتجاه اتخاذ قرار سريع وقرار آخر أقل سرعة. وحدد أوقات بداية ونهاية الاجتماعات ولا تقم بالتأجيل، لأن القلق والانشغال والتأجيل من أكثر أسباب مضيعة الوقت.

إعداد :لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار