العدد: 9337
23-4-2019
النظافة أسلوب حضاري، ولا شكّ أنّ تقدم الأمم يقاس بقدر ما يتحلى به أبناؤها من الأخلاق الحميدة والقيم الكريمة، من هذا المنطلق بدأت حملة النظافة في ثانوية الشهيد ميخائيل سمعان بعدما لوحظ في الآونة الأخيرة انتشار الكتابات على جدران المدرسة فهي مثال يحتذى في النظافة والتعاون.
هذا ما دفع مديرة الثانوية الآنسة نظيرة سليمان إلى وضع حد لمثل تلك. الممارسات السلبية، حيث وجّهت المرشدة النفسية إلى إعداد المحاضرات التوعوية حول ضرورة الحفاظ على أثاث المدرسة ونظافتها، فهي بيتنا الثاني الذي نقضي فيه ما يقارب سبع ساعات يومياً، ومن جهة ثانية فقد شكّلت فريقاً تطوعياً بإدارتها وبمشاركة بعض المدرسين والطلاب، الذين اندفعوا بكل عزيمة، فقسم منهم يصلح المقاعد، وقسم آخر يعمل على طلاء الجدران، وقسم ثالث يرسم لوحات فنية على الجدران، ليخلصوا بالنهاية إلى مدرسة نظيفة مزركشة برسوم جميلة، هذا ما عكس ارتياحاً في نفوس الطلاب والمدرسين والأهالي. وقد أكّدت مديرة الثانوية نظيرة سليمان وقالت: من واجبي بوصفي مديرة المدرسة أن أحافظ عليها بممتلكاتها وطلابها، لذلك طرحت فكرة هذه المبادرة، وارتحت عندما رأيت أعداد المتطوعين تزداد، هذا يدلّ على أننا شعب بنّاء نحب التعاون، وإني لأشكر كل المشاركين في تلك المبادرة التطوعية. أما بالنسبة إلى مدرّسة الرسم الآنسة كنانة ملحم، قالت: لطالما كنت أرسم على لوحات كرتونية أو قماشية لا تتجاوز مساحتها نصف متر مربع، أما في هذه المبادرة وضعت نفسي أمام حائط اسمنتي تتجاوز مساحته ستة عشر متر مربع، وهنا تراقصت الريشة في يدي لأبدد جمود هذا الحائط بلوحة فنية تكاد تنطق. وأكد المدرّس مهاب خضور أهمية هذا العمل بقوله: منذ صغري وأنا أحب المشاركة في الأعمال التطوعية التي تعود بالنفع للمصلحة العامة، وعندما سمعت بهذه المبادرة اندفعت بكل عزيمة لأمسك فرشاة الطلاء وأبدأ بطلاء جدران المدرسة. وقد أكّد المدرّس علي طالب وهو من المشاركين في طلاء الجدران على أن العمل التطوعي يعزز روح التعاون في نفوس الطلاب، وأما المدرّس عبد السلام فقد رسم لوحات فنية توعوية تحذّر من مخاطر التدخين، والهواتف المحمولة.
في النهاية قامت المديرة بتكريم المشاركين من المدرسين والطلاب، وتمنت لهم دوام العافية، وتمنّت أن تعم هذه الروح التعاونية التي أظهروها على كل مدارس قطرنا.
نور محمد حاتم