الوحدة: ٤-١-٢٠٢٣
الرسم بنظرها أسلوب حياة، وليس مجرد خطوط وأشكال، دخلت هذا المجال لأنها وجدت فيه تعباً جميلاً ونتائج رائعة.
الفنانة التشكيلية رولا أسعد أبدعت بلوحاتها ثم انتقلت إلى الرسم على الملابس ولاقت هذه الفكرة إقبالاً كبيراً، في لقائنا مع الفنانة التشكيلية رولا أسعد كان لنا الحوار الآتي..
– متى كانت البداية وكيف؟
في مجال الفن التشكيلي الفن هو من يختار الشخص وليس الشخص من يختار، فهناك شيء موجود بتكوين الإنسان حيث يرى الفنان الخطوط والحركات الفنية الموجودة في الطبيعة وفي كل الكون، أي عين الفنان تنجذب للجمال، واخترت هذا المجال لأنني أحبه فالتعب في هذا المجال هو تعب جميل، تعب يعطي راحة نفسية وطاقة إيجابية.
– ماذا يعني لك الرسم؟
الرسم هو أسلوب حياة وطريقة تفكير نستطيع من خلالها إيجاد حلول لكافة المشاكل، لأن الرسام يستطيع التفكير بأفق أوسع ويرى أشياء لا يراها إلا بالرسم.
– ما هي المدرسة التي تفضلينها ولماذا؟
أفضل المدرسة الواقعية لأنها أساس اكتشاف مستوى الرسام وقدرته، كذلك المدرسة التعبيرية لأننا فيها نغير عن الواقع ونغير الأشخاص حتى لا يكونوا مجرد صورة، ونعبر من خلالها عن الحالة الإنسانية.
– ما الشيء الذي يلهمك للرسم؟
الطبيعة مع أنني لا أرسم الطبيعة كثيراً لكنها حافز على التأمل من خلال الانسيابية الموجودة في جذوع الأشجار والأوراق.
– متى ترسمين؟
أنا بحاجة للرسم في كل الأوقات لكن الوقت المفضل لدي هو الفجر لأن الذهن فيه يكون عبارة عن صفحة بيضاء وأرى كل الخطوط المتخيلة بوضوح، وأبتعد عن الرسم في حالات الحزن وألجأ إلى الموسيقى حتى أصل إلى حالة السلام الداخلي.
– أيضاً استخدمتٍ فن الرسم في تغيير الملابس وجعلها مميزة، كيف بدأت بالفكرة وكيف كانت نتائجها؟
صراحة أزعجني قيامنا بارتداء ملابس أحببنا شكلها ولكننا لم نحب ما كتب عليها أو أن ما كتب عليها لا يتناسب مع معتقداتنا أو حتى مع شخصيتنا، بل فرضت علينا من الشركات المصنعة لأنها رائجة فقط، لذلك قررت صنع ملابس مناسبة لشخصيتنا وتعبر عن ذاتي وعن تفكيري بالإضافة لإعطاء إيحاء إيجابي وبالفعل لاقت الفكرة نجاحاً كبيراً وأحب الناس فكرة ارتداء ملابس تناسب أفكارهم، حتى أن البعض لجأ لإصلاح الملابس من خلال الرسم عليها.
– هل لديك أفكار جديدة ؟
لدي أفكار تتعلق بالمسرح لتنشيط كل أنواع المسرح كمسرح الدمى، المسرح التفاعلي، مسرح الأطفال وغيرها ونحن بصدد إنشاء مشغل خاص لتصنيع الملابس التنكرية ولتقديم المسرحيات بالوقت ذاته.
– هل علّمتٍ أطفالك الرسم؟
الجو كان متاحاً لهم للتعلم ولم أجبرهم على أي شيء، على العكس تركت لهم الحرية المطلقة ليتعلموا ويطلبوا أي معلومة هم بحاجتها لأن المعلومة التي تطلب لها قيمة أكبر.
– ما أهمية الرسم بالنسبة للأطفال؟
الرسم باب للابتكار والإبداع و الإنسان القادر على الابتكار قادر على حل كافة المشاكل، وفيما يخص القواعد الرئيسية تعطى عندما يطلبها الطفل، فالأطفال ليسوا بنفس السوية الفكرية، ويجب تغذية خيال الطفل والابتعاد عن النسخ والشيء الإيجابي الوحيد للنسخ هو تدريب اليد، ولكن في حال الاعتماد عليه سنحصل على عدد كبير من الناسخين وليس بأطفال مبدعين.
– برأيك ما أهمية المعارض بالنسبة للفنانين ؟
تحتاج المعارض إلى جهد جسدي ومادي، وكان المردود معنوياً بشكل كبير يتناسب مع التعب، حيث أثبتنا وجودنا من خلال المعارض، ومنحتنا الثقة بالنفس كما أنها جمعتنا بالأشخاص المهتمين بذات المجال، ولا ننكر أهميتها لجيل الشباب وتشجيعهم.
– هل أخذ الفن حقه ؟
لا للأسف، فالموضوع المادي هو أحد المشاكل التي نواجهها، وأتمنى أن يوجد دار للرسم أو ورشة رسم لكافة الفئات العمرية في المركز الثقافي، بالإضافة لوجود مرسم دائم لأن الرسم بحاجة إلى مكان ثابت يجد فيه الفنان ألوانه وكل ما يلزمه.
أخيراً آمنوا بذاتكم ولا تسمحوا للضغوط الاجتماعية أن تغير طريقكم بل ابحثوا عن الضوء الذي بداخلكم واتبعوه.
رنا ياسين غانم