قرية القليعة.. الأميرة الياشوطية

الوحدة: 3- 1- 2023

قال الباحث نبيل عجمية:  عندما نشعر بالضيق والملل ونرغب بالابتعاد عن الصخب والضجيج، نقوم بزيارة خاطفة لمناطق هادئة بعيدة أم قريبة. وبخاصة في قرانا الجبلية التي تنتشر في ساحلنا السوري بجمالها الطبيعي الساحر، وخضارها الذي يكسو أراضيها وسهولها وجبالها، حيث الألفة والمحبة هي عنوان الحياة ، فلو أردت وصْف الطّبيعة فيها فإنَّني بذلك أرمي إلى وصْف الريف أو وصف أهل الريف، غروب الشمس الساحر أو شروقها على جبال قرية القليعة وموقعي بداما والحريفة شرقاً التي ستخبرك  بتفاصيل الزمن الغابر، وتقول لك : هنا على هذه الأرض تاريخ وحضارة، ونهري القليعة الصغيرين  وهضبة الصفيات المحيطة بها شمالاً ونهر الطواحين جنوباً, وبلدة عين الشرقية غرباً، الأمر الذي جعلها تبدو كقلعة حصينة وربما من هنا أطلق عليها اسم القليعة ( تصغيراً للقلعة )، هضاب لوّنها الخريف بكل لون تجعلك تشعر بالسعادة وهي مكان مثالي للمشي لمسافات طويلة. سوف يسحرك وادي نهر الطواحين بطواحينه المائية وحقوله العذراء التي تطل على قمم تتلوها قمم وجبال خلف جبال، لا يعرف أهلها إلا الكرم والحب على قلة ذات اليد.

وأضاف الباحث نبيل عجمية: يعود الفضل في وجود القليعة لأناس منهم من رحل عنا ومنهم مازال حياً، نحتوا الصخر وطوعوه إلى مدرجات صغيرة خصبة، قدموا ربما منذ أقل من مئة عام من البلدة الأم (بيت ياشوط ) ومن قرية عين الشرقية وحتى من قرى أخرى، وعاشوا كأسرة واحدة متكاتفة في تحدي قوى الطبيعة، واعتمدوا على جر مياه الينابيع من الشمال من نهر القليعة، وحديثاً من مياه نهر الطواحين.

تبعد عن مدينة جبلة ٢٠كم، وعن عين الشرقية ٣كم، وعن البلدة الأم بحدود ٤كم، عبر الطريق الدولي، فيها مدرسة نموذجية عبارة عن أربعة صفوف،  كان لها الفضل في تأسيس جيل من المهندسين والمعلمين والصيادلة والأطباء.. ، ويبلغ عدد سكانها عدة مئات يعتمدون في معيشتهم على زراعة أشجار الزيتون والجوز وأشجار الفاكهة المتنوعة وعلى المحاصيل الزراعية من التبغ البلدي، وإنتاج كافة أنواع الخضار المشهورة بجودتها، إضافة إلى تربية الدواجن والمواشي،  وتتميز القرية الصغيرة بنظافتها وتتقيد بأيام رمي القمامة المحدد من قبل البلدية. لكن أهلها وبخاصة الطلاب يعانون من صعوبة المواصلات إلى ثانويات بيت ياشوط في ظل غياب وسائل النقل تماماً عنها، ويحافظ أهل القليعة على بعض الصناعات التراثية مثل استخراج زيت الخريج بمعاصر يدوية وصناعة تخمير واستخراج العرق بواسطة الكركة التقليدية.

أهم مايميز القرية جغرافيا الصخرة الشاهقة شرق القرية، وتعلوها سنديانة نبتت بقلب الصخر، وكذلك على مدخلها الخرنوبة المعمرة وهي بمثابة استراحة للقادمين سيراً على الأقدام وفي القليعة طريقان زراعيان تصلانها بقرية حرف متور وكرم الزيادية.

وأضاف الباحث نبيل عجمية: في منزل صديقي الأستاذ ياسر المضياف كان لنا أحاديث غمرها الحب والأماني بغد مشرق جميل وغنينا جميعاً:

احكيلي بحياتك  خبرنـــي ……….. عـن القليعة و سهراتا

ومن أرضا المفروشي زهور ……. ..اعطيني مـنهــا تذكــارا

وهور يابو الهوارا  …………..والليلي طبخنا البربارا

ستي تنقّي الحنطايات ………….. وجدي دابحلها الجيجات

ع الريحة اجتمعوا الجيران ……………ولاد ورفقات وخلّان

صحن فلان وصحن فلان …………………ولاتنسى هاك الجارا

سورية موطن الجمال.

نسيم صبح

تصفح المزيد..
آخر الأخبار