قرية القرندح.. سهرات الشعر والزجل على أنغام الربابة

الوحدة 24-12-2022

قال الباحث نبيل عجمية عن قرية القرندح: يجهل الكثيرون سبب تسمية القرية، وهناك من يقول إن اسمها يعني القساوة والألم،
جمال لايضاهيه جمال، وبيوتها بين الأرض والسماء.
يقول ابنها البار نبراس عربان شادياً:
وجدّي جالسٌ
قد أرسلَ الأحلامَ صمتاً.. وأنتظرْ
والسّنديانةُ لم تكن إلاَّ مزاراً
يجمعُ الأرواح َ ما قبلَ السّفرْ
وكأنَّ منْ عاشَ الهوى في ظلّها
زار السّعادةَ واعتمرْ

وأضاف الباحث: من يزور قرية “القرندح” لا يستطيع إلا أن يستمتع بجمال طبيعتها ويستمع لروايات أهلها وقصصهم وحكاياتهم، ولابد له أن يتوقف عند حكاية “عين أسعد” حيث يوجد في أطراف القرية وبين الأحراج نبع ماء يسمى “عين أسعد”، هذا النبع له قصة يتداولها أهل القرية ويروونها نقلاً عن أجدادهم، حيث تقول الرواية: إن رجلاً يعتبر من الدراويش كان نائماً في البرية، وحين استيقظ كان عطشاً فالتفت إلى جواره ووجد جورة صغيرةً تخرج منها المياه فشرب منها، ومنذ تلك المرحلة وهي تسمى عين أسعد، وقد قام الأهالي بحفرها وتجهيزها بشكل جيد.
ظروف الحياة في الماضي كانت قاسية جداً على أهالي “القرندح”، وقد عانت القرية كثيراً في الماضي من صعوبة التعلم وكان على طلاب العلم أن يذهبوا سيراً على الأقدام من “القرندح” إلى قرية “عين الشرقية” أو “بيت ياشوط”، لكن الأهالي اجتمعوا بعد فترة وتعاونوا على إنشاء مدرسة ابتدائية في القرية على حسابهم من شدة اهتمامهم بالعلم، وكان الأهالي يتكفلون بإقامة المعلمين وطعامهم وشرابهم.
ولفت الباحث نبيل عجمية: كانت القرية مصيفاً لأمراء اللاذقية من التنوخيين وفيها بعض مدافنهم، تلك الإمارة التي أغفلها المؤرخون، ولولا أبو الطيب المتنبي لأنقرض ذكرها من التاريخ وأولى القصائد التي قالها أبو الطيب المتنبي في التنوخيين مرثيته في الأمير محمد بن اسحاق بن يوسف التنوخي الذي توفي في السنة التي وفد فيها المتنبي عليهم، وربما كان قد سعى إلى اللاذقية ليرثي عميدهم الذي قال فيه:

ما كنت آمل قبل نعشك أن أرى
رضوى على أيدي الرجال تسير
خرجوا به ولكل باكٍ خلفه
صعقات موسى يوم دُك الطور
والشمس في كبد السماء مريضة
والأرض واجفة تكاد تمور
وحفيف أجنحة الملائكة حوله
وعيون أهل اللاذقية صور


قرية “القرندح” اشتهرت بسهرات الشعر والزجل على أنغام الربابة، وقد كانت سهرات رائعة جداً وتشهد منافسات شديدة ويحدها قرية “السنيبلة” غرباً و”سهل الغاب” شرقاً، وهي آخر قرية في محافظة اللاذقية ريف القرداحة و جبلة قبل “حماه”.

نسيم صبح

تصفح المزيد..
آخر الأخبار