الحوار… سلوك تواصل وتسامح

الوحدة 24-12-2022

الحوار شكل من أشكال التواصل الإنساني، وتبادل الأفكار والمعلومات والآراء المختلفة وسماع آراء الطرف الآخر وتصويب ما هو خاطئ وإعادته إلى جادة الصواب، وبه عالجت الإنسانية على مر الدهور خلافاتها وأدارت أزماتها وردمت مسافات التناقضات والتعارضات فيما بينها.
الحوار يخلق التفاعل بين الناس ويقربهم من بعضهم والانفتاح على أفكار الآخرين بما تحمله من قيم مضافة تثري النقاش، وتعميق التواصل بين مكونات المجتمع والتعدةرف على وجهات نظر جميع الشرائح، وهو الحل لمعالجة الكثير من المشاكل والإشكاليات التي تنشأ بين الناس وتصويب البوصلة لخدمة المجتمع الأهلي، وتفعيل دوره ليكون في حالة استعداد دائم لمواجهة التحديات وكشف الأخطار المحدقة بالمجتمع وصد محاولات اختراقه وهو سلوك وطني يكرس أخلاق وقيم المواطن الذي يسعى إلى بناء بلده وإنتاج وعي وطني قائم على المواطنة والانتماء وتعزيز التعددية والديمقراطية لترسيخ البنيان الوطني وتقوية لحمة المجتمع وتعلق المواطن بأرضه ووطنه والحفاظ على إنجازاته ومكتسبات شعبه.
ثقافة الحوار واحترام الرأي الآخر يخلق فضاءً واسعاً من حرية الرأي والتعبير في مجتمع مدني يسعى للاستقرار ويتطلع إلى مستقبل يعمه الأمن والسلام ومن شروط الحوار الناجح الإعداد له وتهيئة المناخ الصحي على قاعدة المحبة والتسامح وأن يشمل الجميع وأن يكون على أرض الوطن، ووضع مصلحته فوق جميع الاعتبارات والإنصات للمتكلم وإعطائه الوقت والحرية في التعبير عن رأيه ووجهة نظره والتركيز على الأسس الضرورية للحوار الصريح مثل وضوح العبارة وصدقها من أجل الوصول إلى الحقيقة بعد توفر الدلالات الموضوعية المؤدية إليها.
للحوار طريق واحد يمر من مصلحة الوطن وآلام الشعب وآماله… علينا تعميم ثقافة الحوار واحترام الرأي الآخر ونبذ التعصب وتقبل كل شخص للآخر المختلف معه في الرأي والابتعاد عن التفرقة والتطرف وتفعيل دور الأسرة والمجتمع المحلي وإعداد أجيال قادرة على تحمل المسؤوليات وتعزيز دورهم في المشاركة في حماية وتشكيل وعي وطني، هدفه الأوحد الحفاظ على الوطن وأمنه واستقراره.

نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار