الدراجات النارية… الحل البديل لانعدام المواصلات في الريف

الوحدة22-12-2022

أرخت الأزمة الاقتصادية التي يعيشها السوريون في الوقت الحاضر بظلالها على كل تفاصيل حياة الناس، فباتوا يبحثون عن كل مايتناسب مع ظروف معيشتهم وتدني مدخولهم، ومن ضمن هذه التفاصيل حركة النقل والمواصلات وخاصة لأبناء الريف البعيد الذي لايتوفر فيه السير إلا بشق الأنفس، لذلك لجأ الكثيرون إلى اقتناء الدراجات النارية و(تشغيلها) في نقل الناس مابين المدينة والريف أو ضمن المدينة نفسها، وخاصة أن أسعارها لا تقارن بأسعار سيارات الأجرة في هذه الأيام.
في استقصاء للوحدة حول انتعاش عمل الدراجات النارية التي تعمل على نقل المواطنين، التقينا السيد محمد رهيجة صاحب كشك (طلباتي) والذي أكد أنه نتيجة الظروف الحالية القاسية اتجه الكثير من الشباب لممارسة أكثر من عمل لتأمين الحد الأدنى من متطلبات الحياة الضرورية، واختار أن يعمل على دراجته النارية في بداية عمله بعد أن وضع رقمه على صفحات التواصل ضمن منطقته، وأشار السيد محمد إلى أن ظروف الناس المادية المتدنية دفعتهم للتوجه باتجاه الدراجات النارية للتنقل من وإلى أشغالهم وأعمالهم نتيجة أسعارها المقبولة تجاه الأسعار التي تتقاضاها سيارت الأجرة، بإيصال الأصدقاء والمعارف من القرية إلى المدينة ثم توسع عمله وانضم للعمل معه مجموعة من أصدقائه ليشمل عملهم، بالإضافة إلى خدمة توصيل الأشخاص تقديم خدمات مختلفة منها خدمة دفع فواتير الكهرباء والماء والإنترنت والحوالات، والخدمات الطبية وخدمات السوبر ماركت والخضار والفواكه، وكله تحت شعار: “الخدمة الأسرع وبأسعار رمزية”، وحول الأسعار التي يتقاضاها أجابنا بأنه يتم تقاضي مبلغ ٢٠٠٠ ل.س عند كل توصيلة ضمن المنطقة في حين تتقاضى السيارة على نفس الطلب نحو ٨٠٠٠ ل.س، فيما نتقاضى نصف سعر التكسي للطلبات الخارجية خارج المدينة، وحول سؤالنا عن إقبال الناس أكد أن العمل جيد ، لافتاً أن الناس تترك السيارات نتيجة ارتفاع أسعار أجورها بحجة ارتفاع أسعار الصيانة والإصلاحات و المحروقات وفقدانها في أوقات كثيرة، منوهاً إلى أنه يؤمّن بنزين الدراجات التي تعمل معه بشكل حر وبأعلى الأسعار، حيث يتم شراء لتر البنزين خلال هذه الأيام مابين ١٤ و١٥ ألف ل.س. أما مواعيد العمل فتبدأ من التاسعة صباحاً وتنتهي في العاشرة ليلاً، وحول ظروف الأمان والسلامة فهو يوجه جميع من يعمل معه بالأمانة وتوخي الدقة والحذر في إيصال الناس أو الأغراض التي يطلبونها والقيادة بسرعة محددة حفاظاً على سلامة الجميع.
أيضاً السيد علي حمامة يعمل في مجال توصيل الناس والحاجات على دراجته النارية، مؤكداً أن الإقبال جيد، حيث أن الغالبية من المواطنين ونتيجة هذه الأوضاع الصعبة يلجأون للتنقل على الدراجات، وأشار إلى أنه بهذا العمل وفر الكثير من الجهد والانتظار على الناس من خلال توصيلهم، وبالمقابل استثمر مع بعض الزملاء دراجاتهم في تأمين فرصة عمل وتحسين وضعهم المعيشي، أما من أهم الصعوبات التي يواجهونها فأشار إلى ارتفاع تكاليف الصيانة وعدم توفر البنزين إلا بشكل حر، وحول أسعار طلباته، ذكر أنها تتراوح مابين ٢٥٠٠ و٣٠٠٠ ل.س ضمن المدينة وحسب مسافة كل توصيلة ويتم طلبهم عبر الهاتف الذي تم الإعلان عنه عبر صفحاتهم ومعارفهم.
كما التقينا بعض الأشخاص الذين يتخذون من الدراجات النارية كوسيلة نقل، حيث أكد السيد عصام على أهمية هذه الوسيلة في ظل الظروف القاسية فهو يعود من عمله ويصل إلى كراجات قريته بعد الرابعة عصراً، حيث يخلو كراجهم من أي سرفيس لذلك يضطر في ظل ارتفاع أجور السيارات للعودة على إحدى الدراجات النارية التي تعمل في هذا المجال، لافتاً أن التنقل عليها أهون من الانتظار في الشارع، وأسهل على الجيب من أجرة السيارات التي بات سائقوها يتنافسون في غلاء أجورهم دون رحمة بالعباد، متحملين برد الشتاء وحرارة الشمس وكل الظروف الجوية القاسية. فيما أكدت السيدة تغريد أنها ونتيجة وضع صحي يمنعها من الذهاب إلى السوق تتعامل في شراء كافة حاجياتها اليومية مع أحد سائقي الدراجات النارية الذي يقوم بإيصال كافة الطلبات إلى المنزل كالحليب و الخضار والدواء وقت الحاجة وإلى دفع كافة فواتير المنزل من هاتف ومياه وكهرباء وأنها وأسرتها أصبحت زبوناً أساسياً يومياً لسائق الدراجة الذي يعمل بطيب خاطر وأمانة عالية مراعياً كسب عيشه في كافة الظروف، وأكدت أنهم في العائلة عندما تأكدوا من قيادته بحرص وحذر أصبحوا يطلبونه للتنقل معه إلى مراكز عملهم ولقضاء أشغالهم لأن أسعاره مناسبة للجميع وهو جاهز دائماً لتأدية مايطلب منه.
ونحن نقول دائماً: (الحاجة أم الاختراع) وعندما انعدمت وسائل النقل بحججها الكثيرة، واختفى الكثير منها من الشوارع وظهرت الدراجات النارية لتحل أزمة الكثير من الناس، وتقدم العديد من الخدمات وخاصة لأبناء الريف، لذلك نتمنى منحها كل الدعم وتنظيم عملها بما ينعكس بشكل إيجابي على الجميع.

سناء ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار