الوحدة:٢١-١٢-٢٠٢٢
أن تحلّق فوق الغيوم كطائر مهاجر ..
أن ترى نهراً يجري تحت قدميك، أو بحيرة تتمايل موجاتها طرباً من موسيقى موتور طائرة !!!
أن ترى الحدود مرسومة كخريطة كنت ترسمها، وأنت طالب تجلس في مقعد خشبي.
أن تجلس بجانب النافذة، وعند جناح الطائرة التي تعبر بك وبغيرك الأفق، الفضاء الرحب، السماء الزرقاء، بينما ينتشر الغيم تحتك كفراش وثير.
هي متعة لا يعرفها إلا من ركب طائرة، وأن تكون الطائرة سورية، والكابتن، وكذلك طاقم العمل.
شباب يقدمون لك ابتسامة ولطفاً قبل تقديم المعلومات بدقة، مضيف الطائرة – كما يسمى، وعند بداية الرحلة، وفي وسطها، وعند النهاية يقدم لك المحبة.
تشعر بها حين تدخل الكلمات قلبك، وأنت السوري الذي يغادر روحه وعلى الأمل بلقاء أفضل.
سورية التي تحتاج اليوم للحنان مثل طفل ضائع وسط غابة، أو صحراء.
سورية اليوم .. بلا كهرباء، بلا دفء ولاحياة إلا قوة الحياة.
الفقر يتبختر في الطرقات الخاوية، البرد يسيطر، والجوع، والقلة.
أن ترى دمشق خاوية هو الألم والوجع ..
لا سيارات، لا وسائط نقل، ولا حتى بشر !
نتائج حرب وسنوات ضياع وشعب ناضل ليبقى، وما يزال يناضل من أجل حياة كريمة.
هي الحرب ..الوجع ، الألم، والموت، حين تحدث مضيف الطائرة عن معلومات يجب أن يفهمها كل راكب خوفاً من حدوث أي طارئ أغلقت اذني .. لا لن أسمع.
سأصل إلى محطتي بقوة الحياة رغم حزني من مشاهد الشباب المهاجر إلى المجهول.
ابتسامة مضيف الطائرة ولطفه قد يجعل من رحلتك متعة، راحة، ومغامرة جميلة.
ابتسامة لن تنسى.
شكراً سورية رغم الوجع ما تزال فيك صور للخير والمحبة.
سعاد سليمان