وهل يحق لنا أن نتساءل؟؟؟

الوحدة: 20- 12- 2022

كثير من المفكرين والفلاسفة والكتّاب والاجتماعيين حذروا من أن يطغى الاهتمام ببعض الرياضات ولا سيما كرة القدم على ثقافة الشعوب وتطورها وتحضرها، ولكن من خلال متابعة ما يجري على هذا الصعيد، يبدو أن كل هذه التحذيرات لم تلقَ من يستمع إليها، أو يعيرها أي اهتمام، فلو أجرينا مثلاً عملية حسابية سريعة على حجم الأرصدة والأموال التي ترصد لإقامة الملاعب، وأجور اللاعبين إضافة إلى استثمارات إمبراطوريات الإعلام بالعالم في هذا المجال لأصبنا بالذهول، لأن ما يتم إنفاقه على ذلك يعد بمئات المليارات من الدولارات، وهو ما يفوق بأضعاف ما يخصص للمسألة الثقافية مثلاً في هذه البلدان، ما يعني أن كرة القدم تجاوزت قضية الثقافة والأدب والكتابة وسواها، لا بل صارت هذه اللعبة الرياضية هي بحد ذاتها ثقافة لهذه الشعوب، ثقافة يتابعها ويعشقها الصغير والكبير، وأنا أود أن أشير إلى تقرير ذكر أن هذا اليوم أكثر من مليار ونصف كانوا يتابعون المباراة الختامية لمونديال قطر، فلنتخيل إذن حجم الخواء الفكري والفلسفي والثقافي الذي تعاني منه شعوب الأرض، وأنا هنا لا أنفي أهمية هذه الرياضة أو سواها من الرياضات، لكنني فقط أردت الإشارة إلى هذا التحول الذي فاق الخيال.

وأختم بالقول: لو تم تخصيص قسم من هذه الأموال لمكافحة المجاعة التي تعاني منها البشرية هذه الأيام، لكان العالم أكثر جمالاً، والحياة أجمل بألف مرة، لنعطي كل شيء حقه..

للرياضة..

أم للثقافة..

أم للخبز..

أم لقليل من الحب.!

د. رفيف هلال

تصفح المزيد..
آخر الأخبار