الوحدة 11-12-2022
تتنوع المدارس والمناهج في اختيار الأسلوب الأمثل للوصول إلى الغايات التعليمية والتربوية ، خاصة فيما يتعلق بالأطفال على اختلاف مراحلهم العمرية.. فمنهم من يعتمد على الأسلوب المباشر لإيصال المعلومة وبناء الهيكل المعرفي والسلوكي عند الطفل، بينما يختار البعض الآخر أسلوب الجذب والتقرب من ذهنية الطفل ومحاكاة عالمه وخياله، فيعتمدون على الفن والأدب خاصة القصصي منه وكذلك اللعب على اختلاف أنواعه للوصول إلى غاياتهم في التربية والتعليم.
وفي مادتنا هذه نسلط الضوء على دراسة تربوية تناقش هذا الموضوع وتركز على أهمية اللعب في المناهج التربوية والتعليمية لتحقيق أفضل النتائج في هذا المجال، ففي البداية أشارت الدراسة إلى أن التعلم باللعب يعد من وسائل تربية التفكير عند الطفل ، إذ يسهم اللعب بصورة فاعلة بتنمية الجانب العقلي لديه، فتنمو قدرته على الكلام الذي يتعلمه من والديه وأقرانه، حيث يعمل اللعب على تنشيط ذاكرة الطفل وتوسيع مداركه ويكسبه القدرة على التخيل، كما أن تعليم الأطفال عن طريق اللعب يناسب كافـة المراحل التعليمية ويتطلب لنجاحه حسن التخطيط المسبق لفعاليات الدرس.
وقد عرفت الدراسة اللعب على أنه نشاط موجه أو غير موجه يقوم به الأطفال من أجل تحقيق المتعة والتسلية ويسهم في تنمية السلوكيات العقلية أو الوجدانية والمهارية لديهم . وتعرف كاترين تايلور اللعب على أنه: أنفاس الطفل والحياة التي يعيشها فهو ليس مجرد مضيعة وتمضية للوقت وإنما هو استغلال أنـشطة اللعب في اكتساب المعرفة.
وعن أهمية وفوائد تعليم الأطفال عن طريق اللعب أكدت الدراسة أن التعليم في مدارسنا العربية يعاني من مشكلة التعلم بالحفظ والتلقين، فتعليم الطلاب الذي يعتمد علي سكب المعلومة وحفظها لا يأتي بثماره ولا تتحقق أهدافه وينسى الطالب ما تعلمه بمجرد خروجه من الامتحان. في حين أثبتت البحوث التربوية، وخاصة بحوث تعليم الأطفال، أنهم كثيراً ما يخبروننا بما يفكرون فيه وما يشعرون به من خلال لعبهم. ومن هنا تظهر أهمية استراتيجية التعلم باللعب، فاللعب يوفر للطلبة الفرصة كي يستوعبوا عالمهم ويكتشفوا ويطوروا أنفسهم ويعطيهم فرصة التواصل مع الأخرين. فمن هنا لا يمكننا أن ننقص من أهمية اللعب في إكساب الأطفال مهارات أساسية في كافة المجالات، ولا تنكر أهمية اللعب في صقل شخصية الطفل وربط تجربة اللعب مع وظائف عديدة كالتطور اللغوي والعاطفي والنضج العقلي.
وعددت الدراسة فوائد تعليم الطفل عن طريق اللعب، ومن أهمها : تعلم احترام القوانين والقواعد والأنظمة والالتزام بها. كما يساعد اللعب في نمو الذاكرة والتفكير والإدراك والتخيل لدى الطفل و يسهل اكتشاف قدراته واختبارها. و يعلمه التعاون واحترام حقوق الآخرين.
وركزت الدراسة على شروط التعلم باللعب وأهمها اختيار الألعاب التي تحتوي على أهداف تربوية محددة وفي نفس الوقت مشوقة وممتعة. وأن تكون هذه الألعاب مناسبة لخبرات الطلاب وقدراتهم وميولهم.
فدوى مقوص