دراسة تحليلية لمفهومي الأصالة والمعاصرة

الوحدة : 9-12-2022

في سياق النشاطات الأسبوعيّة للجمعيّة العلميّة التّاريخيّة أقامت الجمعيّة محاضرة ثقافية بعنوان: (دراسة تحليلية لمفهومي الأصالة والمعاصرة) ألقاها الأستاذ حامد ديب سليم، بيّن خلالها أن هناك الكثير من اللُبس والتداخل حول هذين المفهومين ، موضحاً أن هدف المحاضرة إماطة اللثام عن الأخطاء الشائعة حولهما من أجل تبيان الحقائق، فالبعض يعتقد أن الأصالة لفظ معاكس للمعاصرة.

و ذكر المحاضر أن الأصالة حسبما ورد ذكرها في القواميس والمعاجم اللغوية وفق المفهوم الشائع و مفهوم الفكر الحديث هي الإبداع والخَلق والقدرة على التطور وليس التقوقع والانغلاق، مع التأكيد أيضاً على أنها ليست الرجوع إلى الماضي.

mde

و أما المعاصرة كما عرّفها المحاضر فهي مفهوم متجدد وحيّ وفقاً للحظة الراهنة بما ينسجم مع الحياة والعصر القائمين.

و كذلك أشار المحاضر إلى العلاقة الجدلية المتماثلة فيما يتصل بهذين المفهومين، فلا يمكن أن يكون هناك نهضة حقيقية للوصول إلى المعاصرة والحالة الحضارية إلا من خلال المرور بالأصالة التي تعد العتبة الأولى للوصول إلى المعاصرة.

و لفت المحاضر إلى أن ما تطرق إليه في المحاضرة لا يمتّ بصلة للتاريخ ولا التراث، فالأصالة هي الخلق والتجدد والإبداع، مؤكداً – حسب رأيه – على أن الأصالة مصدرها الأصل، و من أشكالها الابتكار في الأسلوب والجودة في التكلم وبراءة الاختراع، فطالما هذه الأشكال حيّة نستفيد منها ونتأملها معنى ذلك أنها تمتّ بالصلة للأصالة، مثال ذلك : شعر امرئ القيس ونصوص سقراط و فلسفة ابن رشد.

و لفت المحاضر إلى أن مسألة التراث تمتلك جوانب جميلة وحيّة ينبغي التعامل معها بشكل ارتقائي وعلمي من أجل الوصول بها إلى مرحلة المعاصرة.

وفيما يتعلق بالعلاقة العضوية ما بين الأصالة والمعاصرة أوضح المحاضر أن الأصالة تعد طاقة و المعاصرة هي حركة، وينبغي أن يكون حضور الإنسان في أي عصر كان يعكس الانتماء إليه كي لا يتقوقع وينفصم عنه و ينهزم و يتعطل وجوده .

وكان الشاعر محمد صالح إبراهيم قدم المحاضر في بداية هذا النشاط للجمعية العلمية التاريخية بحضور رئيس مجلس الإدارة الأستاذ عز الدين علي وأعضاء الجمعية و أصدقائها، حيث تلا المحاضرة حوار مع السادة الحضور ودارت نقاشات علمية وجادة حول محاورها التي أجاب عنها بدوره المحاضر.

ازدهار علي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار