الوحدة: 6- 12- 2022
يقال لقد استدعى هارون الرشيد أبا نواس ليلقي شعراً في حضور جاريته الحسناء “خالصة”، وعندما شرع أبو نواس في قصيدته، تجاهله الخليفة حتى إذا فرغ من القصيدة لم يكافئه، بل أهدى جاريته خالصة عقداً ثميناً، فاستاء أبو نواس، و وقع منه الأمر موقعاً مزعجاً، فخطَّ بيتاً على باب خالصة، قال فيه:
لقد ضاع شعري على بابكم
كما ضاع عقدٌ على خالصة
قرأت خالصة البيت، ثم أوصلته إلى سيدها الخليفة، فغضب الرشيد وأرسل في طلب أبي نواس، وعندما سأله مستنكراً ومعنّفاً، أجابه: أيد الله الأمير، إنما قلتُ:
لقد ضاء شعري على بابكم
كما ضاء عقدٌ على خالصة
ما فعله أبو نواس يسمى المواربة، وهو أنه حوَّل العين إلى همزة، فتحوّل المعنى من الضياع إلى الضوء، من ضاع إلى ضاء..
تقول لنا كتب الأخبار: إن خالصة حين رأت صنيع أبي نواس قالت جملة عظيمة:
“هذا شعرٌ قُلِعت عيناه فأبصر”.
د.رفيف هلال