مدير النقل الداخلي في اللاذقية: مشكلات النقل إلى الريف أكبر من إمكانياتنا .. والGPS سيحقق منعكسات إيجابية

الوحدة 1-12-2022

 

 واكبّت صحيفة الوحدة أزمة النقل الخانقة التي تعيشها محافظة اللاذقية على مدى شهور وسنوات، وحاولت دائماً رصد حالات الازدحام والاختناقات في الحركة “النقلية”، وفي كل المحطات، كان المواطن بوصلتنا، والإضاءة على معاناته بغيتنا، وكان من النجاعة في مكان أن يحضر رأي أهم اللاعبين في حركة النقل، فاستضفنا في مبنى الجريدة مدير شركة النقل الداخلي باللاذقية المهندس طارق عيسى، و رفعنا سقف الحوار للوصول إلى إجابات شافية لما يجول في ذهن المواطن حول أزمة النقل وأسباب غياب الحلول.
* حديث بالأرقام
بدأ المهندس طارق عيسى حديثه مستعرضاً عدد باصات الشركة، مبيناً أن العدد الإجمالي هو ١٥٠ باصاً، والعدد التشغيلي اليومي هو ١٠٠ باص، لاعتبار خضوع باقي الباصات لعمليات الصيانة والإصلاح الخفيفة والثقيلة.
و بيّن م. عيسى أن حركة النقل تشهد ذروة كثافتها في أوقات محددة من العام،و منها بدء الامتحانات، خاصة في الأوقات التي تتزامن فيها مع دخول وخروج الموظفين والعاملين من مختلف الفعاليات، إضافة إلى مواعيد أخرى، كبداية كل شهر ، وأيام التقدم للمسابقات، وهو ما يسبب اختناقاً حاداً في حركة النقل، لا تستطيع باصات النقل الداخلي استيعابها، ولا حتى السرافيس.
* مشكلات النقل إلى الريف أكبر من إمكانيات الشركة
طرح الزملاء على مدير النقل الداخلي مشكلات الريف “النقلية”، وتساءلوا عن إمكانية التدخل الإيجابي للشركة في معالجة مشكلات تتفاقم يومياً، وخاصة مع تشكيك الموطنيين (بوهمية) بعض هذه الرحلات..
في معرض ردّه على هذه التساؤلات قال م. عيسى: نسيّر يومياً على خط سير اللاذقية جبلة من ١٠ إلى ١٥ رحلة صباحاً، و من ٢٠ إلى ٣٠ رحلة ظهراً، و هذه الرحلات موثّقة بشكل دقيق، ولكن ٢٠ رحلة لباصات النقل الداخلي لا تؤمن أكثر من ١٠٠٠ راكب، بينما حجم النقل على خط سير اللاذقية وجبلة هو أضعاف هذا الرقم، مشيراً إلى أن الرحلات المسيّرة من قبل الشركة غير قادرة وحدها على إنهاء أزمة النقل على الخط المذكور.
*مطالب أهالي ناحية القطيلبية، والقرداحة، والريف الشمالي؟؟
أكد م.عيسى أن مطلب أهالي ناحية القطيلبية بتوسيع خط سير باص الشركة الواصل إلى مفرق (محمد نصر)، ليصل إلى مخفر البلدية القديم، سيتم النظر فيه وأخذه بعين الاعتبار.
وفي سياق متصل لفت م. طارق عيسى إلى أن المطالب بزيادة عدد باصات النقل الداخلي على خطوط سير القرداحة والريف الشمالي محقّة ولكن الشركة تعمل وفق الإمكانيات المتاحة لديها.
وبخصوص القرداحة قال عيسى: هناك ١٩٠ سرفيساً مسجلاً على خط سير القرداحة، ومع ذلك تسير شركة النقل الداخلي رحلة صباحية يومية على طريق القرداحة القديم، مذكراً بأهم مخرجات الاجتماع الذي ترأسه وزير الإدارة المحلية، وهو البند المتعلق بإمكانية تزويد الوحدات الإدارية التي تملك استطاعة بباص نقل داخلي من الشركة، لتقوم هذه الوحدات بإصلاحه وتجهيزه وتشغيله وتعيين سائق من قبلها، بحيث يعمل الباص لصالح الوحدة الإدارية وتكون ريعيته لها أيضاً، وبناء عليه يمكن لمجلس مدينة القرداحة وغيره من المجالس التقدم بطلب للحصول على باص من الشركة العامة للنقل الداخلي، مشيراً إلى أن مجلس مدينة الحفة قد استلم باصين، وهما في طور التجهيز للدخول في الخدمة، وكذلك الأمر بالنسبة لمجالس المزيرعة ويرتي وباب جنة والعديد من الطلبات المسجلة وهي قيد الدراسة.
*و بشأن مطلب أهالي الريف الشمالي بزيادة عدد الباصات، إضافة لتوسيع خط سير الباص المسيّر يوم الجمعة إلى مفرق بللوران،وعد م.عيسى بتنفيذ الطلب الأخير نزولاً عند رغبة الأهالي.
وختم مدير النقل الداخلي حديثه في هذا الاتجاه بالتذكير بأن مرسوم إحداث شركات النقل الداخلي ينص على عملها ضمن المدن فقط انسجاماً مع المواصفات الفنية للباصات، لافتاً إلى كثرة الأعطال الحاصلة على الباصات العاملة ضمن خطوط سير الأرياف، ومشيراً إلى أن بعض باصات الشركة تعمل تحت بنود التأجير في مهمات للقطاع الصحيّ والزراعي والإنتاجي، إضافة للباصات التي تخدّم موظفي شركة النقل الداخلي.

*تحسين خطوط المدينة متوقف على زيادة عدد الباصات لدى شركة النقل الداخلي

في معرض ردّه على المطالبات بزيادة عدد الباصات ضمن خطوط سير في المدينة، ومنها الدائري الشمالي وسقوبين، إضافة لطرح مطالب بتوسيع خطوط سير أخرى منها( الكراج الشرقي – أزهري) ليصل إلى دوار المدينة الرياضية، وبالتالي تخديم سكان حيّ المشروع العاشر، نوه م. عيسى إلى أن خطة العمل في وقت سابق كانت تنص على تفرّد باصات النقل الداخلي بتخديم خط سير الدائري الشمالي، ولكن هذا المقترح لم يطبق وبقيت السرافيس تعمل على الخط المذكور، وتابع قائلاً: إن توسيع خط كراج شرقي- الأزهري قابل للتنفيذ في حال توفر العدد الكافي من الباصات.

كما أجاب م. طارق عيسى عن تساؤلات الزملاء حول قلة عدد باصات النقل الداخلي المخدمة لخط سير سقوبين والصليب – برج اسلام ،قائلاً: في حال توفر أي باص سنضعه بالخدمة حالاً، ونحن ننظر إلى حاجة الخطوط المذكورة لباصات النقل الداخلي، والأمر مرهون بتوفر باصات إضافيّة لدينا.

* و شكاوى أخرى تتصل بسلوك بعض السائقين

كان لسائقي الباصات حصة من الحوار والنقد، وقد تمحور معظمها بامتناع بعض السائقين عن إعطاء البطاقات للركاب، إضافة لعدم التزامهم بإغلاق الأبواب رغم كثرة الحوادث المسجلة جراء هذا الامتناع، وانتقادات أخرى منها سرعة بعض السائقين ومعاملتهم الفظّة للركاب، ووقوفهم خارج ساحة الكراج لفترات طويلة، بينما ينتظر الركاب داخل الكراج، ما يفاقم حدة التزاحم على الركوب بالباص، وقد يصل الأمر حدّ التعارك للحصول على فرصة الصعود بالباص.
المهندس عيسى ردّ على هذه الملاحظات بالقول:لدينا متوسط عمل لكل باص، حيث يتم تدقيق مبيعاته شهرياً لضبط ومراقبة إيرادات الباصات، ونوّه إلى دور المواطن في التبليغ عن أية حالة خلل، أو سلوك غير محبب من أي سائق، وفي سياق المعالجة لفت عيسى إلى أن مشروع الجباية الالكترونية لباصات النقل الداخلي من أهم الحلول المقترحة، وأكد أنه يدرج بشكل سنوي ضمن خطة الشركة الاستثمارية، لكن لم تتم الموافقة عليه إلى الآن، و أشار م. عيسى إلى أن باصات النقل الداخلي الحديثة تحمل كاميرات على الباب الخلفي، إضافة لميزة الأمان في حال الإغلاق الخاطئ، مؤكداً فرض الشركة تعميماً واضحاً لكل السائقين بضرورة الالتزام بإغلاق الأبواب تحت طائلة العقوبة،كما أجاب م. عيسى على سؤال أحد الزملاء حول ضرورة إيجاد حلول لمشكلة العرقلة المرورية التي تسببها بعض مواقف باصات النقل الداخلي و منها موقف باص الزراعة قبل فندق ألمى، مؤكداً أن الشركة ترصد هذه الحالة و تسعى لحلها بالتعاون مع مجلس مدينة اللاذقية ، وأشار عيسى إلى إمكانية توسيع هذا الموقف تفادياً لتلك الإشكالية .

* تقنية ال Gps.. وآفاق مفتوحة على الحلول

أكد مدير النقل الداخلي أن تطبيق نظام المراقبة الالكترونية Gps على وسائط النقل سيحقق منعكسات إيجابية، وخاصة على عمل باصات النقل داخل المدينة، مبيناً أن التزام السرافيس بخطوط سيرها في الأرياف بعد تطبيق ال gps سيحقق وفرة في عدد الباصات، ما يساهم في دعم خطوط سير المدينة، وأشار عيسى إلى أن تطبيق نظام Gps على باصات النقل الداخلي سيضمن مراقبة حقيقية للباص والتأكد من التزامه بخط سيره وتواتره، بعيداً عن العامل البشري في عملية المراقبة.

ياسمين شعبان

تصوير:باسم جعفر

 

 

 

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار