العدد: 9275
الثّلاثاء 22-1-2019
الكاتب: نعمان أصلان
تعد الحلويات من الأركان الأساسية لمختلف مناسباتنا (الأفراح والأعياد ..) ولكن الظروف الراهنة التي نمر بها قد تركت أثارها على صناعة هذه المادة والعاملين بها كما على استهلاكها الذي شهد تراجعاً وذلك بعد الارتفاع الكبير الذي شهدته أسعارها وذلك بفعل الارتفاع الذي شهدته المواد الأولية الداخلة في صناعة هذه المادة التي لم تتغير كمية استهلاكها بفعل الغلاء حسب وإنما نوعية هذا الاستهلاك وهو ما تمثل بالتوجه نحو الحلويات الشعبية بديلاً عن الحلويات الشرقية والغربية المرتفعة الثمن .
هكذا شخص باسم الحاج ياسين أمين سر الجمعية الحرفية لصناعة الحلويات والمعجنات في اللاذقية حال سوق هذه المادة وذلك من خلال الحديث الذي أجريناه معه والذي تناول واقع هذه الحرفة وهمومها .
بدأ الحاج ياسين حديثة بالإشادة إلى المكانة الهامة التي تحظى بها صناعة الحلويات بين الصناعات الحرفية التراثية في سورية حيث باتت الحلويات السورية معروفة عالمياً بما تميزت به من حرفية في صناعة ودرجة عالية من الجودة مكنتها من الوصول إلى مختلف دول العالم سواء عن طريق تصديرها أو عن طريق الصناعيين السوريين الذين عملوا في هذه الصناعة وأضحوا رسلاً تشهد بجودتها عالمياً وعربياً .
وأضاف الحاج ياسين بأن الحلويات تشكل جزءاً مهماً من تقاليدنا ومناسباتنا في الأعراس والأفراح كما في الأتراح وإن شهد استهلاكها في السنوات الأخيرة تراجعاً وذلك نتيجة للارتفاع الذي حصل على مستلزمات إنتاجها وذلك بفعل التراجع الذي حصل لقيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي وأيضاً نتيجة لضعف القوة الشرائية لدى المواطن وذلك نتيجة لهذا التراجع في قيمة الليرة الذي وصلت فيه قيمة كيس الطحين إلى 1200 ليرة في الآونة الاخيرة بعد أن كان لا يتجاوز الـ 8800 ليرة منذ فترة قريبة وهو الارتفاع الذي قاربت نسبته الـ 30 % من الأسعار السابقة أما أسعار السكر فبقيت مستقرة نسبياً في الوقت الذي تراوحت فيه أسعار الفستق الحلبي الذي يدخل في هذه الصناعة إلى ما بين 9000- 10500 ليرة سورية وذلك وفقاً للجودة والنوع وسعر الجوز إلى ما بين 4000 – 6000 ليرة سورية وذلك وفقاً للجودة والمصدر علماً بأن أغلب الجوز الموجود في الأسواق هو مستورد ومن مصدر أوكراني في الغالب أما أسعار اللوز فوصلت إلى ما بين 3200- 4000 ليرة سورية في الوقت الذي بقيت فيه أسعار السمنة النباتية مستقرة على ارتفاعها وذات الأمر بالنسبة للسمنة الحيوانية التي تخضع لقانون العرض والطلب سعرياً علماً بأن كل هذه المواد تدخل في صناعة الحلويات الشرقية التي تضاف إلى تكلفها أجور العامل التي تصل الى 1200 ليرة سورية لصدر الحلويات الشرقية من القطر 80 سم وأيضاً الغاز الذي عملت الجمعية الحرفية لصناعة الحلويات في اللاذقية لمساعدة الحرفيين على تجاوزها وذلك من خلال كمية المرخصات التي تحصل عليها من سادكوب والتي يتم توزيعها على الحرفيين وفقاً للدور وهي في الأغلب بكمية غير كافية ويضطر الحرفي للجوء إلى السوق السوداء للحصول على ما يلبي احتياجاته منها بأسعار السوق المعروفة حالياً والتي تشكل عبئاً وتكلفة على الحرفي الذي يضطر للحصول عليها بهذه الأسعار وذلك بفعل الحاجة للاستمرار في عمله علماً بأن كميات الغاز التي توزع عن طريق الجمعية تباع وفقاً للأسعار النظامية المعتمدة دون أية زيادة .
مواد متوفرة
وفيما أشار أمين سر الجمعية إلى أن كافة المواد الأولية اللازمة لصناعة الحلويات ( الطحين – السكر – المكسرات ..) موجودة في الأسواق دون حصول أي اختناق على أي منها فقد أشار إلى أن معاناة الحرفين الحاصلة تكمن في جانب أخر فيتمثل في ارتفاع الضرائب التي تفرض عليهم من قبل وزارة المالية والتي باتت تشكل عبئاً عليهم ولا تتناسب مع دخولهم وخصوصاً في هذه الظروف التي تمر بها لافتاً إلى وجود مندوب للجمعية في لجان التكليف الضريبي التي تفرض الضرائب في الأغلب بشكل يزيد عما يقترحه وهو ما يولد اعتراضاً على قيمة هذه الضرائب من قبل الحرفيين الذين يصل عدد المنتسب منهم إلى الجمعية الحرفية اليوم إلى 309 حرفيين تصل نسبة غير الملتزم منهم بالتنظيم الحرفي إلى نحو 40%من الحرفيين الذين لا يراجعون الجمعية إلا للحصول على الغاز أو براءات الذمة أو بيانات التكلفة التي يحتاجون إليها في تعاملاتهم مع الجهات الأخرى والتي يتم الحصول عليها من خلال الجمعية التي تقدم للحرفين وإضافة لذلك العديد من الخدمات وذلك عن طريق مشاركتها لعمالية في موضوع التصنيف الضريبي ولتجارة الداخلية في موضوع بيانات التكلفة والتي تقدم مبلغاً يصل إلى 130 ألف ليرة لكل حرفي في المجالات المتعلقة بالطبابة ( العمل الجراحي والأدوية والتحاليل الطبية..)وذلك مقابل رسوم رمزية شرحها لنا أمين سر الجمعية حيث أشار إلى حصول الكثير من الحرفيين العاملين في الحرفة على الأرض اللازمة لإقامة منشآت لهم في المنطقة الصناعية ودعا إلى حصول الباقي من هؤلاء على مثل هذه الأراضي وذلك بغية تنظيم هذه الخدمات المهنية والحد من انتشارها العشوائي مؤكداً في هذا الجانب على توفير الخدمات اللازمة للمخصصين في المنطقة الحرفية ضماناً لسير العمل فيها على النحو الأمثل إلى جانب دعوته إلى وضع حد للمنشآت غير المرخصة والتي تصل نسبتها إلى 60 %من عدد المنشآت الموجودة على مستوى محافظة اللاذقية والتي باتت تشكل عبئاً على المنشآت المرخصة والنظامية كونها غير ملتزمة بدفع تكاليف أقل وانتاجها ذو جودة أقل مقارنة بالمنشآت النظامية .
نحو الرخيصة
وفي ضوء الارتفاع الحاصل في التكاليف سواء المتعلق منها بمستلزمات الإنتاج أو الضرائب والرسوم فإن أسعار الحلويات الشرقية بمختلف أنواعها قد ارتفعت وهو ما دفع المستهلك إلى اللجوء إلى الحلويات الشعبية الرخيصة الثمن نسبياً مثل (المشبك والعوامة والنمورة ..) حيث بات الإقبال على أنواع الحلويات الأخرى مرتبطاً بالمناسبات ( الحلويات الغربية في أعياد الميلاد ورأس السنة والمناسبات …) الحلويات الشرقية في الأعياد مؤكداً أن تحديد أسعار المادة يتم وفقاً لبيانات تكلفة تقدم من الحرفيين إضافة للنشرة الموجودة لدى التجارة الداخلية وحماية المستهلك والتي تراعي حدود التكلفة وتنقسم الى 3 شرائح أولها الحلويات الشعبية وثانيها الحلويات المصنوعة من السمن النباتي نوع أول أيضاً مؤكداً بأن الحرفيين يلتزمون بالنشرة الصادرة عن التجارة الداخلية لكن الراغب منهم في صناعة حلويات أجود من تلك الموجودة في النشرة يقوم بتقديم طلب بيان تكلفة عن طريق الجمعية الحرفية لصناعة الحلويات إلى مديرية التجارة الداخلية في محافظة اللاذقية التي تقوم بدراستها وتحدد أسعارها فيها من مواد وفقاً لنتائج هذه الدراسة .
نشرة للأسعار
وأما أسعار أهم الحلويات وفقاً للنشرة الصادرة عن التجارة الداخلية وحماية المستهلك فقال الحاج ياسين بأنها تصل بالنسبة للحلويات المصنوعة من السمن الحيواني الى 5500 ليرة لكيلو المبرومة المصنوعة بالسمن الحيواني والفستق الحلبي 25% و 5000 ليرة لكيلو البقلاوة بالسمن الحيواني والفستق الحلبي 25% ليرة سورية للبقلاوة المصنوعة من السمن الحيواني والجوز أما الحلويات الشعبية فتصل إلى 2400 ليرة لكيلو المبرومة المصنوعة من السمن النباتي والفستق 10% والى 1500 ليرة لكيلو الكول واشور بالسمن النباتي والفستق 8 % وإلى 1500 ليرة للبقلاوة بالسمن النباتي والكاجو 10% أما عش البلبل بالسمن النباتي والفستق عبيد 15% فيصل سعرها الى 1000 ليرة والبيتفور الشعبي الى 1000 ليرة 0
وحول أسعار الحلويات المصنوعة بالسمن النباتي نوع أول فتصل إلى 4500 ليرة للمبرومة بالفستق 25% وإلى 5000 ليرة للأسبة المصنوعة من الكاجو 25% % والسمن النباتي و 1500 ليرة للبرازق المصنوعة من السمن النباتي والسمسم 4% وإلى 1500 ليرة للعجوة المصنوعة بالسمن النباتي وأوضح أمين سر الجمعية بأن هذه العينة من أسعار بعض المواد تعطي انموذجاً عن الأسعار الموجودة في السوق لافتاً إلى وجود أنواع أخرى من الحلويات تباع بأسعار أعلى من هذه الأسعار وفقاً لدراسة التكلفة التي يحصل عليها الحرفي مبيناً أن هذه الأصناف التي تدعى حلويات مصنوعة بالسمن الحيواني أوكسترا أو تواصي تصل أسعارها إلى ما بين 10-12 ألف ليرة للبقلاوة و 10-12 ألف ليرة للبلورية و15 ألف ليرة للمبرومة مشيراً إلى أن ارتفاع أسعار هذه الأصناف مرتبط بارتفاع أسعار المواد التي تدخل في التكلفة حيث تصل أسعار كيلو السمن الحيواني إلى 8000 ليرة سورية ومنوهاً إلى إمكانية ارتفاع هذه الأسعار إلى أسعار أعلى إذا كانت السمنة الحيوانية من النوع الحديدي المصنوع من لبن الأغنام بعد الإشارة إلى أن لهذه الأصناف زبائنها في الأسواق المحلية وإلى أن بعص أنواعها تصدر إلى الأسواق الخارجية أيضاً .
لا رفع للأسعار السياحي
وأضاف الحاج ياسين بأن عمل الجمعية الحرفية للحلويات والمعجنات في محافظة اللاذقية يشمل وإلى جانب الحلويات محلات المعجنات والفطائر والسكاكر والخبز السياحي نافياً أي رفع لأسعار الخبز السياحي والسمون والكعك خلال الآونة الأخيرة مؤكداً أن الجمعية الحرفية للحلويات تطالب بتحرير أسعار مختلف المواد التي تخضع لنشاطها داعياً إلى الاهتمام بهذه المهنة التي توفر سبل العيش لشريحة واسعة من المواطنين والتي تسهم في توفير احتياجات السوق المحلية من مختلف المنتجات التي تدخل ضمن اختصاصها وذلك بجودة عالية وأسعار منافسة ناهيك عن مساهمتها في دعم الاقتصاد الوطني من خلال الموارد التي تتحقق نتيجة تصديرها إلى الخارج مشيراً إلى أن مهنة صناعة الحلويات أضحت مهنة تتوارثها الأجيال وأنها مهنة تقوم في أساسها على الجودة والكرم إضافة لجودة التصنيع .. مؤكداً أنه هذه الثنائية تشكل أساس نجاح كل من يعمل في هذه الحرفة التي تحتاج إلى المزيد من الاهتمام والترويج وذلك بغية الوصول بها إلى مستوى العراقة التي بتنا كسوريين نؤمن بها على صعيد صناعتها.