الوحدة: 29- 11- 2022
إيماناً بجوهر الثّقافة وكونها هويّة الشعوب وبطاقة تعريفها احتفلت وزارة الثقافة السورية بذكرى تأسيسها الرابعة والستين ضمن احتفاليةٍ واسعة حملت عنوان (تراثٌ وإبداع)، شملت فعالياتها مختلف المحافظات السورية والمدن والأرياف، ولم تنحصر هذه الاحتفالية في يوم.ٍ واحد فقط، بل امتدّت لأكثر من أسبوع زاخر بصنوف الثقافة وأنشطتها كافّة من الفنّ التشكيلي والنّحت والسينما والمسرح والموسيقا والكتاب وغيرها… في لوحةٍ فسيفسائية متكاملة علّها تلبّي أذواق عشّاقها وتروي ظمأهم.
فالثّقافة فعلٌ يتجدّد باستمرار، مع كلّ عرضٍ جديد يُكتشف ما خفي منه سابقاً، ويُقدّم بأسلوبٍ ونكهةٍ ثقافية مختلفة.
روّاد الثقافة ومريدوها واكبوا هذه الاحتفالية وعاشوا طقوسها، ليبقى المشهد الثقافي حاضراً وفاعلاً بقوّة، والدليل ما شهدته مدينتنا اللاذقية والمراكز الثقافية المنتشرة في المدن والأرياف الساحلية، من مهرجان ثقافي أعاد إليها ألقها وتوهّجها، في عرس أدبيّ وفنّي كبيرين، والذي شهد حضوراً جماهيرياً كبيراً لمختلف الفعاليات، وإقبالاً منقطع النّظير.. وهذا إن دلّ على شيء فهو يدلّ على العشق اللامتناهي والشغف الدؤوب لحضور ومتابعة كلّ منتجٍ ثقافيّ جديد، ويشكل حافزاً ودافعاً لتقديم المزيد مع الحفاظ على الجوهر والهوية، والابتعاد عن القشور وكل ما هو رثٌّ وضحل، لتبقى الثقافة السورية امتداداً لثقافةٍ وحضارة تاريخية كان لها أثرها الموغل في التاريخ، عالمياً لا محلّياً فقط، فكانت بحقّ مركز إشعاعٍ ونورٍ يضاهي ثقافات الشعوب وحضاراتها.
ولأنّ الثّقافة تجديد وابتكار كان شعارها هذا العام (تراثٌ وإبداع)، فالثقافة بإرثها وتراثها إبداعٌ متجدّد، يؤسّس لتاريخٍ حضاري وثقافي زاخر.
كلّ عام والثقافة السورية بخير ونحو مزيد من التألّق والعطاء والتطور والحضور الدائمين.
ريم جبيلي