الوحدة: 29- 11- 2022
أقام قصر الثقافة في بانياس حواراً مفتوحاً مع الدكتور سومر صالح بعنوان: المتغيرات الدولية الراهنة وأثرها على سورية، وفي تصريح لجريدة الوحدة قال الدكتور سومر: تحدثنا عن المتغيرات الدولية الراهنة وأثرها على سورية واقع وتحديات، متناولين أبرز المتغيرات الدولية التي حدثت في الفترة السابقة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وكيفية تأثيرها بشكل مباشر أو غير مباشر على مجريات الحدث السوري، خاصة وأننا لاحظنا منذ اندلاع الحرب الأوكرانية الروسية جموداً أو ” ستاتيك ” بشكل أدق على مستوى البيئة الخارجية للحرب على سورية، وأن الناتو بات ينسج استراتيجية جديدة انطلاقاً من تلك الحرب، وبانتظار ما ستؤول إليه تلك الحرب وتلك الاستراتيجية باتت الحرب على سورية ميداناً ثانياً، بانتظار ما ستؤول إليه الحرب الأوكرانية، دون أن نقلل من مركزية هذه الحرب في إعادة صياغة النسق الدولي، ولكن حالة التماس بين الناتو وروسيا بشكل مباشر في أوكرانيا جعلتها في مركز صدارة المشهد الدولي.
انتقلنا بعدها للمتغير الثاني المرتبط بالحراك الحاصل في المنطقة، فاليوم يعود نتنياهو للحكم في الكيان الصهيوني ويطرح مع بايدن إمكانية ضم دول عربية جديدة إلى ما يسمى التطبيع مع العدو الصهيوني، خاصة وأن هناك خمس أو ست دول انضمت إليه، وهناك دول جديدة مما سيسبب طرح تحديات على مستوى مستقبل الوضع في منطقة الشرق الأوسط ومستقبل الصراع بين محور المقاومة وبين العدو الصهيوني.
ثم تحدثنا عن المتغير الثالث وهو الاستقرار الاستراتيجي العالمي وخاصة أن هناك حالة تصدع في حالة الاستقرار الاستراتيجي العالمي على مستوى الصراع بين روسيا والصين من جهة والولايات المتحدة الأميركية وحلفائها من جهة أخرى، وهذا بالتأكيد سيلقي بظلاله على الأزمة السورية، وبالتالي هذه المتغيرات تؤطر المسارات التي يمكن أن تؤول إليها الأزمة السورية.
بعد ذلك تحدثنا عن الحرب المعرفية حيث أعلنت الولايات المتحدة الأميريكية أنها ستبدأ نمطاً جديداً بالحروب وهي الحروب غير الحركية أو ما يسمى بالحروب المعرفية تؤثر على الإدراك وبالتالي عندما تستهدف دولة معينة أو شعباً معيناً تقوم بتسخير جملة من الأدوات والاستراتيجيات لإخضاع هذا الشعب وإخضاع هذه الدولة دون إطلاق رصاصة واحدة، ومن الملفت أن شركة ميتا المشغلة لفيس بوك قالت وتحدثت عن أن الولايات المتحدة قد تكون متورطة بحروب من النوع الرقمي على مجموعة من الدول، وذكر اسم سورية من بينها، بالتأكيد كلنا نعلم وجود حرب أمريكية، ولكن عندما يصدر بيان رسمي من شركة ميتا يؤكد أن الحرب الإدراكية المعرفية هي أحد أدوات الحرب الأميريكية الجديدة ضد سورية، حيث يفعلون ما يسمون التحيزات المعرفية أي أن الاستراتيجية الأميركية من الناحية النظرية تستهدف التحيزات المعرفية وهي عبارة عن حرب إدراكية تؤثر على العقل وذلك من خلال ضخ مجموعة من الأخبار والرسوم والفيديوهات لتؤثر بشكل مباشر على التحيزات المعرفية لأن كل شخص له تحيز معرفي، إذاً الحرب الإدراكية تفعل هذه التحيزات المعرفية وبالتالي يتم تخفيض النقاش العقلي لنصدق كل ما نسمع وكل ما نرى وكل ما يتم بثّه على وسائل التواصل الاجتماعي وبالتالي نكون خدمنا الهدف الأساس الذي يتم تصنيعه في المختبرات الأميركية.
رنا ياسين غانم