الأدب الأنثوي.. خزان العاطفة والحب
الوحدة: 29- 11- 2022
ألقى الكاتب نعمان حميشة في مركز ثقافي جبلة محاضرة بعنوان (الأدب الأنثوي خزان العاطفة والحب) أشار خلالها إلى أن المرأة عموماً تواقة إلى كسر الميراث التاريخي، وفك القيود
والروح والذات والجسد والبحث عن عوالم أكثر رحابة وجمالاً، وعندما تكتب تفكر بالرجل، تبوح بمكنونات ذاتها ورؤاها، يحكمها بالمقام الأول قلبها وليس عقلها.
وبيّن المحاضر أن من عوامل نزوع المرأة للأدب، البحث عن لغة تخفف من معاناتها والتعبير عن ألمها و كسر المحظور الاجتماعي والقفز فوق الأسلاك الشائكة التي تسيطر عليها وتحد من حركتها من عقليات عفنة موروثة من الأسلاف، وقوانين متعسفة غير قابلة للطعن.
لافتاً إلى أن كلمات الحب هي صفوة المشاعر وأصدق وسيلة للتعبير عن الإعجاب والحب، فهي التي تجعل المرأة في قمة السعادة والتأنق و التألق، وأنغام الجسد تتعالى باسقة تطرب الحياة أثناء التلاقي وتصبغها بالحنين عند التباعد، وتخلق الشعور بالود وتمنح الأمان وتبعث الدفء في القلوب.
وفي هذا السياق تطرق المحاضر إلى تجارب الأديبات السوريات والوطن العربي، كوليت خوري و غادة السمان و مي زيادة و غيرهن.
و ذكر المحاضر أن الأدب فعل جمالي يغوص في خبايا النفس وصندوق أسرارها، والأديب يتأثر بظروف وتجارب حياته نفسياً و إبداعياً، والنص الأدبي انعكاس لما يحمله الأديب من أفكار يؤمن بها و يعمل على نشرها، حيث يتشعب الأدب الأنثوي في مواضيع ذاتية
وإنسانية و وطنية و اجتماعية تعبيراً عن العاطفة، وما يثيره في النفس من دقائق الشعور، و مايؤثر فيها من صور الجمال وحقائق الحياة التي تتطور وتتبدل باستمرار، والحالات التي تعيشها الأنثى وأوجاع الحب وعذاباته وآلامه، ويمتاز بالفيض العاطفي واللهاث وراء الإلفة.
و رأى المحاضر أن الأدب الأنثوي إحدى صرخات الوطن المذبوح بأيدي أعداء الإنسانية والحياة التي تفضح وحشية المغول والتتار و العثمانيين الجدد، بتشويه شخصية المرأة وتقزيمها وتكثيف عوامل النقص فيها، سيما و أن المرأة هي الأم و الأخت و الزوجة و الحبيبة التي دفعت ثمناً باهظاً في غياب الأب والزوج و الإبن و الشقيق في أتون الحرب الإرهابية الظالمة على أرضنا وشعبنا.
ازدهار علي