الوحدة: 29- 11- 2022
زرتُ مُتحفاً بحريَّاً في جزيرةٍ هي خلف المحيطات البعيدة، ولشغفي كنتُ أفرح مع غيري لذكر اسمها قبل الوصول إليها لكثرة ما يُقال عن كنوزها الخضراء!
وعلى الرغم من ذلك، فمن الملفت متنزّهها الّذي أحاط بالمتحف كالابتسامة الّتي تحرّك الشفاه والعيون بدهشةٍ خفَّاقةٍ!!
تزداد سعادتي بالمكان، وعلى الأخصِّ نوافير المياه المنتشرة انتشار النّحل في الخليّة، فينسكب الماء ويسيل برفقة ألوانٍ ربيعيةٍ تُنعشُ وتزهر.
أمّا النّاس ففي أناقةٍ تفوَّقت على تفاصيل ملامحهم النضّرة!
ولكنْ ما دخل كلُّ ذلك بيومياتنا التي نعيش؟
على الأقل، فالمقارنة لا يمكن أنْ تتم، ليس لأننا مقصرون في إنشاء المتاحف، عدا ( الأثرية والتاريخية) منها، بل متاحف الكائنات والأحياء، ولم نفكر فيها أصلاً نظراً لعفوية وحيويّة حياتنا، فهي تدخل قلوبنا وبيوتنا.
أما الآخرون – الغرب المتحضر – فقد اعتادوا التكبيل والتقييد والاستعلاء على شعوب الأرض وكائناتها، فخرجت متاحفهم التّوثيقيّة مشوَّهة، ولترميمها وتلميعها قاموا بسرقة كنوزنا من سلّة تاريخنا، ولم يكتفوا بذلك، بل استمرُّا بتقليص مسلّمات الحياة، حتَّى كاد البعض ينسى من هو.
في نهاية رحلتي، شعرتُ وأننّي مسروقٌ، ولا بُدَّ من استرداد ما سُلب مني، وماهو خلف المحيطات، فليكن أمامنا، فهي الأقرب منَّا ولنا الفضل فيها.
سمير عوض