الوحدة : 27-11-2022
من الملاحظ بعد حادثة غرق الشابة ندى داؤود، قد توفرت كافة مقومات العمل الخدمي والعناصر الفنية والبشرية والآليات والمحروقات من بنزين ومازوت لدى الجهات الخدمية، والتي كانت غائبة لسنوات طويلة عن العمل الخدمي والميداني، حيث تسارعت إلى نشر كافة آلياتها في شوارع المدينة وطرقاتها، فقامت بترحيل القمامة والأنقاض من المدينة إلى المكبات بالسرعة القصوى، وانتشرت الآليات هنا وهناك، فقد لوحظ بأن ورشات البلدية وآلياتها تقوم بغسل حاويات القمامة وتنظيفها وكنس الشوارع، ناهيك عن قيام تلك الورشات بالعمل حتى ساعات متأخرة.
ومن المفارقات أننا عندما كنا نقوم بالتحقق عن شكوى أو معاناة حول تراكم القمامة والأوساخ وصيانة الحدائق وتسرب مياه صالحة للشرب أو مياه آسنة كانت المبررات حاضرة بعدم وجود المحروقات، وأن الآليات غالبيتها معطلة بالإضافة إلى قلة عدد العمال، فشكاوى المواطنين كثيرة والردود عليها قليلة.
والسؤال: كيف تغيرت الأحوال فظهر المازوت والبنزين والآليات، و أصبحت تعمل ليلاً نهاراً، كما يحدث الآن في شارع الجمهورية مفرق قنينص لاستكمال مشروع صرف صحي والعمل مستمر به دون توقف مع أخذ كافة التدابير الاحترازية للسلامة العامة والتي كانت غائبة بالأمس، وفي أوتوستراد الزراعة من غسل الحاويات، وترحيل القمامة من كافة أنحاء المدينة، وتعزيل بعض الفوهات المطرية وصيانتها في الكورنيش الغربي، وورشات الكهرباء تعيد صيانة الأسلاك المقطوعة في عدد من الأحياء، كما تم وضع حواجز بيتوتية في أماكن مشاريع الصرف الصحي بالشكل الفوري، بينما كانت تلك الورشات تعمل لساعات قليلة خلال أسبوع كامل، ومنها مشاريع لا تعمل إلا على الورق.
ننوه بأن اجتماعاتكم لم تثمر بأي منفعة عامة بدليل التراخي والترهل بالعمل وأكبر دليل ما حدث في مشروع الصرف الصحي لأوتوستراد الثورة، والمواطن اليوم يشتكي من كثرة المخالفات وقلة الخدمات وانتشارها على نطاق واسع، فالصور كثيرة التي تدل على وجود فتحات صرف صحي مكشوفة من دون غطاء وقمامة انتشرت أمام الحدائق والمدارس والأحياء الشعبية متروكة للعابثين بها، ناهيك عن وضع الحدائق المزري والترهل الخدمي ضمنها والدلائل كثيرة وواضحة والشكاوى متكررة حولها.
لماذا اليوم نشهد خلية نحل لكافة آليات الجهات الخدمية على اختلاف أنواعها وأشكالها منتشرة بشكل يلفت الأنظار في المدينة والجميع يقوم بواجبه؟ ، فهل تم اتخاذ الإجراءات على المدى البعيد أم هي آنية فقط (وكلام الليل يمحوه النهار). نأمل بأن تكون المعالجة والمتابعة مستمرة وبشكل فوري بعيدة كل البعد عن الاجتماعات الخلبية لكثير من المدراء ورؤساء الدوائر وغيرهم وأن تصب مصالحهم خدمة للوطن والمواطن.
بثينة منى