ابتسام

الوحدة 26-11-2022

عزيزي القارئ .. هل أنت من المتشائمين، أم من فئة المتفائلين، أم أنك ( متشائل )، أي وسطي لا تميل إلى هنا أو تركن إلى هناك ؟!. ثم إن كان لا بد من الاختيار، فإن التفاؤل خير بكثير من التشاؤم، على مبدأ( تفاءلوا بالخير تجدوه )، ورب قائل يقول: إنه قضى حياته يؤثر التفاؤل، ولكن تلك الحياة كانت عبارة عن شريط طويل من النكبات ذات العيار الثقيل، وأقول له يكفي أنك تخلصت من التشاؤم، ورسمت البسمة رغم أنف الأحداث. والقدرة على الابتسام نعمة عظيمة يستسهلها الكثير من الناس، بينما هي من الصعوبة بمكان، فأن تكون شخصاً دائم الابتسام، فإنها نعمة ما بعدها نعمة وأنت بهذه الابتسامة البسيطة تريح بال محبيك وأقاربك حين يرونك مبتسماً، وتتعب خاطر حاسديك فلا يجدون فرصة يشمتون بك فيها، وتربكهم تلك الإبتسامة البادية على محياك وكأنها هالة نور. ثم إن هذه الابتسامة هي دليل الرضا، وما أدراك ما الرضا، فإذا ابتسمت ورضيت ، ارتاح بالك من هموم الدنيا وأوزارها.. وقد سألوا رجلاً دائم الابتسام ، كثير الرضا، عن ابتسامه الدائم فقال لسائليه: إنه تيقن أن شؤون الحياة، إما أمر لا يمكن الحصول عليه، فلماذا يتعب نفسه فيما لا يمكن الحصول عليه، وإما أمر مقدر وحاصل لا محالة، فلماذا يتعب نفسه فيما سيأتيه طوعاً ؟!.. وهذا كان سر ابتسامه الدائم. ويحدثنا التاريخ عن رجل كان واسع الثراء وكثير المال ولا توجد نعمة في الدنيا إلا وكان عنده شيء منها، ولكنه كان كثير الهموم والأحزان حتى أطلق عليه لقب ( صدر الهم ) لشدة أحزانه، على رغم النعم المحيطةبه، فقد كان يرى السواد في البياض، والموت في الحياة والشقاء في النعمة، والمصيبة في الفرح حتى استحق لقبه المنعوت به عن جدارة ثم إنه لم يعمر طويلاً ورحل عن الدنيا ولم يذق فيها طعم الابتسام الذي يسحر الألباب.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار