قراءة على حافة كف وقعر فنجان يفسرها المختصون

الوحدة : 25-11-2022

ربما يفتقد أغلبنا الشعور بالأمان في ظل المتغيرات والظروف الحياتية المتقلبة بين اللحظة والأخرى واليوم والتالي، فكثير منا باتت تقلقه الأحداث الفجائية غير المتوقعة سواء كانت في الجانب الشخصي أو الأسري أو الدراسي والعملي وغيره من جوانب الحياة اليومية، وهذا ما جعل هاجس الخوف يسيطر على نفوس شرائح كثيرة من أبناء مجتمعاتنا الشرقية بشكل عام ومجتمعنا السوري بشكل خاص، الأمر الذي أثار فضول البعض للبحث عن المجهول ومحاولة معرفة التوقعات عما سيحدث وما هو مصير القضايا العالقة والأحداث الشائكة لديهم من خلال التوجه إلى أماكن تواجد العرافين أو العرافات ومحاولة الكشف عن المستقبل والتنبؤ بنتائج تلك الأحداث التي حصلت معهم وفق فنون وأساليب ووسائل مختلفة، يتقنها ذاك العراف أو تلك العرافة من خلال ما هو معروف و شائع، كعلم الكف أو النجوم أو الأبراج أو الفنجان وغيره من الظواهر الاجتماعية التي لمسناها بشكل واضح وسط مجتمعاتنا، سواء على أرض الواقع أو من خلف شاشات العالم الافتراضي وشاشات التلفاز.

وحديثنا هنا سنمحوره حول ظاهرتي الكشف أو قراءة (الفنجان والكف معاً) بعد اللقاءات التي أجريناها مع عدة أشخاص حول هذا الموضوع اللافت حيث كانت ٱراؤهم على الشكل التالي:

هديل: إحدى مغرمات الكشف بالفنجان فيومياً تذهب لشرب القهوة مع جارتها التي تتقن قراءة الفنجان حسب اعتقادها، مؤكدة أن جارتها تخبرها بمعلومات دقيقة عما سيحدث معها وكثير من الأمور قد حصلت معها حسب ما أخبرتها.

أما السيد زهير: فيرى أن قراءة الفنجان أوالكف هما مجرد بدعة أو نوع من التسلية، مشيراً إلى أن لديه شغف بقراءة الفنجان عند أي أحد لديه خبرة، لكن رغم ذلك لا يعلم الغيب إلا الله وهذا الأمر الذي يلجأ له الجميع حسب اعتقاده هو ربما نوع من الفضول الموجود عند البشر بمحاولة معرفة ما قد يحدث معهم أو ربما نوع من التسلية وإضاعة الوقت.

سها إحدى الفتيات اللواتي التقيناهن تقول: إنها تعتقد كثيراً بالقراءات التي يقوم بها بعض المتمكنين بالكشف عن الأحداث، منوهة إلى أنها يوماً ما قامت بالذهاب مع إحدى صديقاتها إلى بصارة تتقن قراءة الكف، حيث أخبرتها بأدق التفاصيل وهذا ما حدث معها بالفعل حسب كلامها، وترى أنه يوجد لدى البعض موهبة أو حاسة غريبة بتفسير الرسومات والرموز، وهذا الأمر ربما نوع من الذكاء والفطنة وربما علم لا يتقنه إلا من يحاول تعلمه أو التعمق به.

أما السيدة لين قالت: أنصح الجميع بعدم محاولة الكشف عن الأحداث من خلال التوجه لمن لديهم خبرة بذلك حسب إدعاءاتهم، منوهة لقصة حصلت معها جعلتها تتخذ قراراً قاطعاً بعدم الوثوق بكلام وتنبؤات العرافين أبداً، وهي عند لقائها بإحدى البصارات صدفة منذ سنتين تقريباً إذ أخبرتها آنذاك بأنه سيحدث معها أشياء مؤلمة ومحزنة، لتضيف عشت ذلك اليوم بحالة قلق وخوف رهيب والحمد لله مر على خير ولم يحدث أي شيء من تنبؤات تلك البصارة.

 

* اختصاصية الإرشاد النفسي والاجتماعي الأستاذة نهلة خضيرة ترى أن العلم لم يتحدث عن صحة هذه القدرة، مؤكدة أن القراءة المستقبلية حالة وهم قد تستند في بعض المواقع على شيء من الصحة يعزى للصدفة وأحياناً يعزى لذكاء الممارس لهذه البدعة، أما بالنسبة لتوجه الناس لهذه السبل بقراءة المستقبل فيعزى لعديد من الأسباب منها:

– الخوف من المجهول والذي يكون المستقبل جزء منه.

– الفضول ومحاولة الكشف عن المبكر من أحداث ستأتي عليهم.

– وجود مشكلات مستعصية الحل ومحاولة إيجاد حلول لها ولو كانت خارج المنطق المسلم به.

– البعض يكون لديهم هوس في ذلك لإنهم يرفضون نفسياً أن يأتي ظرف يخصهم أو يخص أحد في محيطهم وليسوا على علم به وليس لهم سيطرة عليه.

وبهذا لا يمكن قبول مثل هذه الظاهرة إلا حاجة وفضول طرف مقابل استغلال طرف آخر لهذه الحاجة واللعب عليها بسبل شتى يستطيعون من خلالها كسب ثقة من يحتاجهم.

 

* رأي المحرر:

 

حتماً الظروف القاسية والمفاجئة لها تأثير سلبي على نفسيات وتفكير ذويها، إلا أن هذا الأمر ونتائجه يجب عدم ربطه بتوقعات أناس وأشخاص آخرين هم في النهاية بشر لا يملكون شيئاً من مفاتيح علم الغيب، والرسالة هنا تقول: بدلاً من الذهاب لذاك العراف أوتلك العرافة والأخذ بكلامهما ومضيعة الوقت، لنوجه توسلنا ودعاءنا إلى الله عز وجل، فحكماً حينها ستختفي جميع المخاوف التي تترصد نفوسنا وتشغل تفكيرنا وستزول بمشيئته وقدرته أصعب العقبات.

جراح عدره

تصفح المزيد..
آخر الأخبار