الوحدة : 25-11-2022
في سياق النشاطات الأسبوعيّة للجمعيّة العلميّة التّاريخيّة أقامت الجمعيّة محاضرة ثقافية بعنوان: (من أنت يا زمان؟ ) ألقاها الأستاذ يحيى معين أحمد استهلها بالحديث عن أن الإنسان منذ نشأته الأولى في هذه الطبيعة التي جاء إليها كان كل ما حوله مجهولاً بالنسبة إليه، ما جعله يراقب الطبيعة مراقبة حثيثة، واستنبط خلالها بعض الاستنتاجات ومنها أن هناك أحداثاً تتكرر في هذه الطبيعة فبحث عن مسمّياتها وخلق معها شيئاً زمنياً بدءاً من ذلك الوقت وهو اصطلاحي .
و تابع المحاضر : إن التطورات الطبيعية للإنسان دفعته للتعرّف على مسميات واصطلاحات عديدة نذكر منها: الليل والنهار و الربيع و الخريف إلخ.. و من ثم وضع مواعيد و مواقيت و استخدم كلمات مثل : غداً، الأمس، الصيف القادم، الشتاء الماضي.
و بيّن المحاضر أنه بعد تطور علم الفلك وظهور علماء وفلسفة وحكماء جسدوا ما توصل إليه الإنسان القديم عبر آلات معينة : الساعة الشمسية و الرملية و المائية والميكانيكية والذرية.
بعد ذلك طُرحت عدة تساؤلات حول الزمن ؟
فكان الزمن وفق مفهوم الفكر الفلسفي ممثلاً بأرسطو هو معداد الحركة والتغيير، وعند المسلمين وفق نمطين اثنين : المعتزلة والأشاعرة رأوا أن الزمن ذريٌّ، وأبو حامد الغزالي قال إن الزمن كالمكان نسبي، ثم جاء نيوتن وأعطى تعريفاً للزمن مفاده : جريان تيار مستمر ومتساوٍ في أنحاء الكون وبالتالي فإن الزمن مطلق.
و أما أينشتاين بنسبيته الخاصة أو العامة بيّن أن الزمن غير منفصل عن المكان فطرح فكرة ما تسمى بالزمكان، و أما بالنسبة لميكانيك الكوانتي مفهوم الزمن عملياً لا وجود له لأنه متناهٍ بالصغر و بالدليل القاطع يثبت أن الزمن حالة وهمية وضعها الإنسان وهذا ما أكد عليه المحاضر بدوره، فمن وجهة نظره أن الزمن نفسي و حالة إبداعية من الإنسان استطاعت الجمع بين البشر.
ثم قدم المحاضر خواطر زمنية كيف ولدت الثانية ومن يحترمها ولا يحترمها؟ مؤكداً على وجهة نظره الخاصة بأن الزمن نفسي وحالة إبداعية أوجدها الإنسان، لافتاً إلى أن هذه المعلومات عموماً تحرك عند الإنسان معلومات مترسخة في قناعاته قد يغيرها أو يحافظ عليها.
يُذكر أن الزميل الصحفي خالد حاج عثمان قدم المحاضر وأدار محاور المحاضرة والحوار الذي تلاها، بحضور رئيس مجلس الإدارة عز الدين علي وأعضاء الجمعية وأصدقائها.
ازدهار علي