الوحدة:٢٣-١١-٢٠٢٢
تختلف الآراء حول دور البيئة الصفية الجاذبة في رفع قابلية التعلم عند الطلبة، فيذهب البعض إلى أن الغرفة الصفية بمكوناتها الجميلة والمريحة يمكن أن تساهم في زيادة الانتباه والتفاعل والتركيز عند الطلاب، بينما يرى آخرون أن العنصر الأهم في العملية التعليمية هو المتعلم نفسه ومدى استجابته للمادة التي يتلقاها من المعلم والكيفية التي تقدم من خلالها المعلومات عبر أساليب ووسائل مساعدة في شرح وتبسيط هذه المادة.
لكن السائد في الأوساط التربوية أن الجميع يدرك ما تلعبه البيئة الصفية الجاذبة من دور فاعل وهام في رفع مستوى تحصيل الطلاب علمياً وكذلك مساعدتهم على الارتباط بالمدرسة، لذلك تحرص جميع الإدارات المدرسية ومعلميها على الاهتمام بالبيئة الصفية المحيطة بطلابها وابتكار العديد من الطرق والوسائل الجاذبة لهم، بينما لاتزال مدارس وصفوف تفتقر إلى هذا العنصر الهام في العملية التعليمية، معتقدين أن الاهتمام يكون فقط بتعليم الطالب دون النظر للعوامل المحيطة به والتي لها الدور الهام في رفع مستوى التحصيل الدراسي لديه.
الوحدة قامت باستطلاع بعض الآراء حول الدور الذي تلعبه البيئة الصفية في عملية التعلم عند الطلبة، فكانت الآراء الآتية :
في هذا الشأن قالت نايا سلطان – المرحلة الاعدادية – إن البيئة الصفية لها أهمية كبيرة جداً في جذب الطالب للصف ، فكلما زادت اللوحات والرسومات المعبرة والمتعلقة بالدروس كلما كان لها أثر بالغ على تركيز وفهم الطلاب (أما البيئة المهملة والخالية من كل ذلك فهي بيئة تبعث على الركود في عقل الطالب). أما عندما تزين جدران الصف بالرسومات الجميلة وكذلك عندما تحتوي خزائن المدرسة على المجسمات والوسائل العلمية حتماً ستكون بيئة مثيرة للتفكير والتأمل وتحث على التحضير والدراسة وتشعر الطالب أنه في بيئة تختلف بشكل كبير عن البيئة المنزلية، مما تستوجب منه الجد والنشاط بدلاً من الكسل والخمول.
أما الطالب باسم دالي – المرحلة الثانوية – فيشير إلى ان مدارس الشباب يقل فيها الاهتمام بالبيئة الصفية ويؤكد على دور المعلم في حث الطالب على الاهتمام بالبيئة المدرسية من خلال الحفاظ على محتوياتها وخاصة محتويات الصف ومنها المواد التعليمية والمكتبة الصفية، والإسهام كذلك في إثرائها بالمواد اللازمة واللوحات التعبيرية والوسائل التي تزين الصف وتجعل منه بيئة ملائمة للطلبة وتشمل جميع احتياجاتهم بالكامل و تحثهم على الدراسة والتركيز بشكل أكبر.
أما الطالب عبادة محمود – المرحلة الاعدادية – فيبين دور المعلم في خلق بيئة صفية ملائمة لطلابه، وكذلك لصق أعمالهم على جدران الصف بحيث لا يهمل عملاً ، مهما كان حجمه ونوعه، لكي يشعر كل طالب بأهمية أعماله التي قام بها وهذا يدعو للتنافس بين الطلبة والمبادرة لتحسين البيئة الصفية.
أما خبراء التربية فيجدون أنه يجب تهيئة البيئة الصفية وفق الفئة العمرية للطلاب وان تحتوي على عناصر جاذبة لهم، وذلك سيكون له أثر بالغ على إضفاء نوع من الراحة والتفاعل الإيجابي خاصة عندما تكون متنفساً لهم يرون أنفسهم من خلال هذه البيئة الصفية ذات اللوحات والرسومات المعبرة بشكل تعكس نفسية الطلاب وميولهم. كما يؤكد هؤلاء الخبراء أن هذه المحتويات التي تشملها البيئة الصفية تجذب الطالب للحضور إلى المدرسة دائماً . ويشيرون إلى أن هذا الدور الكبير يقع على إدارات المدارس ومعلميها في تهيئة بيئة صفية ملائمة لأن الطالب وتحصيله الدراسي يجب أن يكون في المقام الأول لنجاح العملية التعليمية والتربوية.
فدوى مقوص