العـــــدد 9335
الثلاثـــــاء 16 نيســـــان 2019
قديماً قال الشاعر: الشعر ديوان العرب أبداً وعنوان النسب
الحديث عن الشعر لا ينتهي ولا ينقطع، مستمر، دائم، ومتجدد، والذين يقولون إن قصيدة التفعيلة أو قصيدة النثر تنتمي إلى النثر دون الشعر بحكم النوع أو بحكم اللغة، ومن أن قصيدة النثر ليست سوى نسخة غربية للشعر الأوروبي، وبين من يقول إن كل ما قيل زوراً بحقها، فهي ماضية كما يمضي النبع بسيطاً، ولكنه سرعان ما يتحول إلى نهر دافق بين أسئلة الحداثة يكاد يضيع الشعر..
لنعترف وبجرأة، أن الشعر قد أخذ يفقد جماهيره، ولا نظن أن ذلك ناتج فقط عن كون أجناس أدبية أخرى أخذت تحل محله كالقصة القصيرة أو الرواية …، فالشعر الذي حافظ على جماهيره كل هذه القرون الطويلة, لا يمكن له أن يفقدها خلال سنين قليلة دون وجود أسباب على غاية من الأهمية تبرر ذلك..
صحيح أن الشعر العمودي قد تجمد في قالبه البارد العتيق، وأن اللغة قد انحدرت، والأغراض قد تبدلت منسجمة مع عصرها السريع الإيقاع..
كل ذلك صحيح، ولكنه لا يبرر أن نستقر في سباق التجارب الذي نشهده منذ أكثر من خمسين عاماً على تجربة، نميّز بموجبها بين الشعر وغير الشعر, وبعبارة أخرى نتساءل: متى نستطيع أن نقول:إن هذا الشعر خارج عن القانون، وإنّ هذا التهديم خارج عن الشعر؟
متى نستطيع ردم هذه الهوّة التي اتسعت كثيراً، وابتلعت في حالتها السرطانية هذه فيما لا يجوز التفريط بها، قيماً قومية وإنسانية وجمالية؟ وقبل كل هذا قيماً تراثية من نتائج استمرار حشرجتها الاندحار القاتل.
بسام نوفل هيفا