لماذا نكتب؟؟

الوحدة : 21-11-2022

لماذا نكتب، ولمن نكتب، وما فائدة ما نكتبه ؟؟ . سؤال يواجه كل كاتب عاجلاً أم آجلاً، وهو يحاصرني هذه الأيام ويشغل تفكيري، فأنا إن كتبت للآباء والأمهات صرخ الآبناء: ( نحن هنا أيضاً )، وإن كتبت للأبناء قال الآباء: ( لاتتعبي نفسك.. فلا أحدَ من الجيل الجديد يقرأ لك). إن تحدثت عن مشكلات مجتمعنا، و إمكان إصلاح بعض الخلل فيه وجدت من يقول لي: ( اخلعي نظاراتك الوردية وانظري إلى الواقع الذي نعيشه، فلن يأخذ أحد بما تقولين) . حيرة كبيرة تنتابني وتدفعني أحياناً إلى الاستسلام إلى حقيقة مرعبة، وهي أنني سواء كتبت أم لم أكتب فالأمر سيان، أنا لن أغيّر شيئاً. الغريب في مجتمعنا أنك تسمع صوت النقد الهدام عالياً يصم الآذان، الناس في سباق محموم من أجل إظهار العيوب وإحباط الهمم. البعض يتناول جزئية من كلامك وينتقدك بصوت عال في أي مجلس، والبعض الآخر يستنكر عليك آراءك ويعدها انتهاكاً لحرمات في نظره، ولا يعطيك المجال لمناقشتها بل يقول رأيه وهو ينظر إليك نظرات مليئة بالتشفي والازدراء، وعندها تبدأ في شرح ما تظن أنه أساء الفهم فيه تجده التفت إلى الناحية الأخرى متظاهراً بعدم الاستماع لأنه لا يحتاج إلى مثل ذلك الشرح ولم يقصده. والمعنى واضح منذ البداية الاستهزاء فقط بك وبأفكارك. النقد من أجل النقد والانتقاص من النجاح أصبح شعار الغالبية. إذ أصبحنا نخاف التفوق ونتعلق بجبال واهية من الماضي. ولا ننبه أجيالنا القادمة إلى قيمة العمل، ولذة بلوغ الهدف عند جيل المستقبل الحائر الذي لايعرف أين يضع أقدامه. تهمه المظاهر فقط بكل مستوياته وفئاته وطبقاته، وإن سألت أحدهم ما هدفك ؟ وماذا تريد أن تعمل أو تكون؟، أجاب : ( لا أدري ). كأننا نتحدث عن شخص آخر غيره لذلك ومع مرور الزمن، يتحول إلى إنسان يخاف من نجاح الآخرين، فيتصدى لهم بالنقد الهدام والسخرية حتى لا يوصم هو بالفشل. النجاح الفردي جزء من النجاح العام لأي مجتمع، والمطلوب تعزيزه وتشجيعه لاهدمه والخوف منه، الكل بحاجة إلى التشجيع .الموظف حتى يزداد إنتاجه، الأب حتى يستمر في عطائه، والأم حتى تربي جيلاً صحياً، والشاب حتى تتبلور أهدافه، الفتاة حتى تأخذ دورها في المجتمع، الدولة حتى ترقى بين الدول… الكل بحاجة إلى التشجيع، ونحن بحاجة إلى مزيد من الثقة بالنفس، أمامنا كل السبل والطرق لاستخدام العقل، ولنا حق الاختيار لهدف سام عظيم، وهو الإنتاج والاستفادة ويكون لنا دور في هذه الحياة لعل الفائدة تعم الجميع.

لمي معروف

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار