الوحدة : 20-11-2022
وأنت تقرأ حروفها تسافر مع تخوم المفردات التي تعانق شغاف القلب، وتأخذك لعالم الدهشة والصورة الجلية. شاعرة استطاعت أن تطرز القصيدة بصدق المشاعر فكانت أقرب إلى الواقعية، لها الكثير من الأعمال الأدبية والمشاركات ، إنها الشاعرة سميرة عيد، التي أخذتنا إلى عالمها الأدبي من خلال هذا الحوار :
* لكل إبداع حكاية ، فكيف كانت بدايتك؟
– منذ طفولتي شُغفتُ بهذه اللغة وسرى حبها في كياني، فقد أحرزتُ الريادة في الفصاحة والخطابة في اللغة العربية وأنا مازلت في الصف الرابع الابتدائي، ثم تدرّجتُ على عتباتها في موضوعات الإنشاء والتعبير في المراحل التالية حيثُ كانت موضوعاتي تلقى استحساناً كبيراً لدى مدرسيّ وتألّقاً على مسرح المدرسة أثناء احتفالاتنا بأعيادنا الوطنية.
لم يجفّ شغفي، وقد تخرجت في الجامعة من كلية الآداب /قسم اللغة العربية لأكمل المسيرة عن تبصر و دراية.
* كيف تستوحين القصيدة وما الذي يؤثرك أكثر؟
— تسقط الكلمة بين أناملي كما تشاء، لأكتب عن حدث عشته أو عاصرته، أو ربما سمعته، أو مشهد مما رأيته في عملي ، ربما أغنية… أو أي موقف إنساني .
تتملكني المواقف الوطنية و الإنسانية والوجدانية فحياتنا ملأى بما يؤثرُ القلبَ حزناً وما أكثره ! أو فرحاً إن وُجد.
* هل تعتبرين أن هناك أدباً نسوياً وأدباً ذكورياً؟
— من وجهة نظري المتواضعة، الأدب أدب بغض النظر عن جنس كاتبه، لأنه حين نقول عن أدب،إنه نسائي ونعني بأنه نتاج امراة،سنجد في المقابل الأدب الرجالي وهذه التسميات تفتقر إلى الدقة ومصطلح (الأدب النسائي ) مصطلح زائف بدليل أن العديد من الرجال تحدثوا عن قضايا المرأة فهل نعتبر ما كتبوه أدباً نسائياً ؟!
والكاتب المبدع إنسان سواء كان رجلاً أم امرأة، يعيش تجربته مع القارئ، والمعاناة عند كلا الجنسين معاناة.
* ما القصيدة التي تسافر معك وماذا كتبت؟
— القصيدة التي تسافر معي (هي امرأة).
* هل دراسة اللغة العربية أضافت أبعاداً أعمق لقصيدتك؟
– دراسة اللغة العربية فسحت لي المجال لأوظف كل الأدوات التعبيرية والأساليب الفنية القديمة والمبتكرة في مسيرتي الأدبية، ناهيك عن العودة إلى الأصالة وتجلياتها في إرثنا الغني بالمتناقضات والمتغيرات مما جعل لغتي أكثر نضوجاً وجمالية.
* ما رأيك بالواقع الثقافي وانتشار الملتقيات الثقافية؟
– يشهد الواقع الثقافي إيقاعاً متسارعاً، ومما لاشك فيه أن انتشار الملتقيات الثقافية ساعد على بسط المواهب الإبداعية واكتشاف الكثير منها، ما منح الفرصة لصقلها عن طريق المشاركة في السجالات والمسابقات ضمن ملتقيات حملت على عاتقها الارتقاء بالواقع الثقافي إلى الصورة المثلى بمساعدة شعراء محترفين وأدباء لهم الباع الطويل في انتشار الثقافة والأدب.في حين لا يغيب عن أذهاننا وجود ملتقيات ليست بالمستوى المطلوب والتي تفتقر إلى الجدية والمصداقية، ولا بد من إيجاد حلول لضبطها بالشكل الصحيح.
* مواقع التواصل الاجتماعي ماذا أضافت لك ولحرفك؟
– في الواقع كان لمواقع التواصل الاجتماعي وعلى وجه الخصوص دور كبير في تجربتي الأدبية، فمن خلالها بدأتُ مشوار الانتشار والمشاركة في نشر نتاجي الأدبي من خلال المجلات الإلكترونية، وصولاً إلى المجلات والجرائد الورقية وكان لها الدور البارز في التعرف على العديد من مشاهير الأدباء والشعراء من بلدنا ومختلف البلدان الأخرى، وتكوين صداقات كثيرة سواء من داخل وطني سورية أو من بلدان أخرى .
* هل وجدت نفسك من خلال قصائدك؟
– نتاجي الأدبي هو انعكاس لمرآة روحي أغيب معه وأحضر.. هو كينونتي التي تأتي من الجغرافية الإنسانية بكل تجلياتها ومظاهرها. فتارة أكون القارئ، أو المستمع أو البطل،
أُخالفني مرةً وأتّفقُ معي في أخرى.
هويدا محمد مصطفى