تحت المجهر.. سورية ماضية بتطهير أراضيها

رقــم العــدد 9334
15 نيســــان 2019

 

ها هي أمريكا تضرب بالقرارات الدوليّة والقانون الدولي عرض الحائط, وتنتهج سياسة الإرهاب والحصار والتمييز العنصري والانحياز الفاضح لإسرائيل, فالبروتوكولات الصهيونيّة تقول: علينا أن نوجد التشويش والبغضاء والشقاء في الدول, وأن تكون لدينا قوة تسحق كلّ من يعترضنا, ولو تجرأت بلاد على أن تقوم علينا يكون بوسعنا أن نحاربها بواسطة البلاد التي تجاورها, وإذا اتحدوا ضدنا علينا القيام بحرب عامة, ومنذ أن احتل الصهاينة فلسطين راهنوا على الزمن في صراعهم مع العرب وبدؤوا بالتوسع والمماطلة في محاولة لكسب الوقت, وهنا لابدّ من ذكر قول الرئيس جمال عبد الناصر (القضية قضية وجود وليست قضية حدود),لأنّ هاجس الصهاينة التوسع والهيمنة لتحقيق مقولة: (حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل), ولهذا قامت بحرب عام /1967/ ضد سورية ومصر واحتلت بعض الأراضي من الدولتين, لكن حرب /1973/ بدلت المواقف لصالح الدولتين غير إن خيانة أنور السادات وإيقافه الحرب من طرف واحد وزيارته -لإسرائيل وتوقيعه اتفاق كامب ديفيد للتطبيع معها وتركه سورية في الحرب لوحدها غيّر من النتائج المتوقعة, حيث أن هذا الاتفاق جعل خيوط الموساد تمتد في مصر بحرية, والغريب في الأمر أنّ الدول العربية لم ترفض هذا الاتفاق أو تندد به وهو ما جعل سورية وحيدة في مواجهته, فكان اتفاق الرئيس الراحل حافظ الأسد مع الإمام الخميني وتأسيس علاقة متينة ما بين سورية وإيران, والذي نتج عنه طرد السفير الصهيوني ورفع العلم الفلسطيني فوق السفارة الصهيونية بطهران كأول سفارة فلسطينية في العالم وتبنّي إيران للقضية الفلسطينية ومناصرة الحق العربي رداً على هذا الاتفاق, وقد قامت العديد من الدول العربية ورداً عليه علاقات سريّة مع إسرائيل برعاية أمريكية, ليأتي عام /2011/ ويسقط القناع وليوضح جلياً التعاون الخليجي الصهيوني ضد سورية, لكونها تشكل العائق الوحيد أمام مشاريعهم, ولهذا أعدوا الخطط وفتحوا الخزائن واستقدموا المرتزقة وأمدوهم بالسلاح والحقد لتخريبها ثم عملوا على مقاطعتها وحصارها مع شريكهم حاكم مصر السيسي في محاولة لإخضاع سورية وكسر محور المقاومة, وضمن هذه الضغوط جاء قرار ترامب الأخير بأحقية إسرائيل بضم الجولان متحدياً بذلك قرارات الأمم المتحدة. وأمام هذا الواقع يتبادر للمرء: السؤال أين الوفود العربية التي أمت دمشق استنكاراً لهذا القرار وتضامناً معها؟ وأين المظاهرات التي عمت المدن العربية رفضاً لهكذا قرار وتنديداً به,؟ أين بلاد العرب أوطاني؟
سورية العربية ماضية بتطهير أرضها من رجس المعتدين ومرتزقتهم, وأيضاً لتحرير الجولان من دنس الصهاينة, ليعود هذا الجزء الغالي إلى جسم الوطن الأم سورياً قريباً؟

نديم طالب ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار