الوحدة 17-11-2022
اتّجه صنّاع الدّراما العربيّة مؤخراً إلى إنتاج مسلسلات طويلة يغلب عليها الطابع البوليسي وما فيها من مشاهد مشوقة مختلطة بمشاهد رومانسية، تشدّ من يتابعها بشكل مثير للدهشة فتجعله يتعلق بحلقاتها حتى لو وصلت إلى مائة حلقة، مع المماطلة بالأحداث والمشاهد وإعادتها في حلقات عديدة تحت مسمّى “الذكريات”، مع كلّ هذا لا يملّ مشاهدها من انتظار خاتمة أحداثها بكل شغف. وإذا فتّشنا بين مضامين العمق الدّرامي نجد أنه لا عنوان لصناعتها سوى السطحية في الطرح وسذاجة حلّ المشكلات، وكأن سحر الصورة وجودتها، وجمال الممثلين والممثلات، وأناقة الأزياء قد أعمى مُشاهدها عن أحداثها وسطحيتها، مع الإشارة إلى كمية الشرّ الكبيرة المحتواة في هذه الأعمال، و التي بطبيعة الحال تحاول نشر “الشرّ” بشكل أو بآخر في مجتمعاتنا، إضافة إلى حرفية اقتباس الحوار من مسلسلات أجنبية وترجمتها ترجمة حديثة دون تدخل. فنحصل في نهاية المطاف على أعمال درامية لا تصلح غالباً للعرض في بيئتنا لعدم جودة نوعيتها فنيّاً ولا اجتماعيّاً على الأقلّ.
نور محمّد حاتم