الوحدة 12-11-2022
عبقت رائحة الياسمين، وانتشرت على مسرح طرطوس القومي، من خلال رسائل الياسمين التي أرسلتها صبية إلى حبيبها عبر ساعي بريد!
قد تصدمك رؤية ساعي البريد هذا الذي يروح، ويجيء، يوصل رسالة، ويستلم رسالة ليرسلها من حبيبة إلى حبيبها.
هي صورة قديمة كنا قد نسيناها حيث جعل التطور التكنولوجي, ووسائل التواصل الاجتماعي – المسنجر وغيره من العالم قرية صغيرة.
لكنك لا تكره بل تحب، ولا تمل من رؤية ساعي البريد هذا فهو صورة تعيش في دواخلنا،صورة قد تحمل الفرح، أو الحزن , الراحة، أو القلق.
هنا في مسرحية رسائل الياسمين قد تبكي، وأنت السوري الذي عانى لسنوات من حرب استشهد فيها شباب، وأبرياء، وأصيب شباب في الدفاع عن وطن سليم ومصان بينما هرب الكثيرون.
المسألة هنا، وعبر المسرحية، و بين أخذ ورد تضع الحقائق مختصرة، وواضحة من خلال هذه الرسائل حيث تريد الحبيبة لحبيبها العودة للوطن, بينما يريدها الحبيب أن ترحل، أن تأتي إليه في بلاد الغربة.
وتنتهي باقتناع الشاب بالعودة ونراه في اللباس المقدس لباس الجيش العربي السوري.
في المسرحية موسيقى، وشعر، ورقص إيحائي معبر يكاد يحكي .
كل اللوحات التي قدمتها الفرقة بإتقان، وإبداع تدخل القلب دون استئذان.
قد تدخل بألم حين تقرأ الحبيبة ما كتبه حبيبها، وبألم ، ومحبة حين تجيبه بثقة المحب لوطنه ..
تنبهر , وتعجب بشدة من إبداع في الرقصات لشباب لانت أجسادهم، حتى سمت أمام موسيقى رائعة.
فرقة خطى للمسرح الراقص التي تأسست عام 2009، وقدمت العديد من العروض داخل سورية، وخارجها، وحصلت على عدة جوائز على الصعيد المحلي..
قدمت مسرحية رسائل الياسمين في دمشق أولاً ولمدة ثلاثة أيام، وثم في طرطوس، وهي من تأليف علي سلامة الذي طرح هم الوطن، وهم المواطن عبر شخصيتين هما نور صقر , وطارق ريحاوي، و من إخراج محمد الحلبي وعلي سلامة.
العرض الوحيد الذي قدمته هذه الفرقة الخاصة بالمسرح الراقص في طرطوس جمع حشداً ملأ الصالة، ونال الرضى، والإعجاب والمحبة.
سعاد سليمان