الإصغاء للأولاد يعزز ثقتهم بأنفسهم ..

رغم كل ما نعيشه من ظروف صعبة يبقى لسلوكنا تجاه أطفالنا انعكاسات واضحة على حياتهم .. فعندما نصغي إليهم فنحن نظهر الاحترام والتسامح وعندما نتواصل بالنظر والإيماء وننحني باتجاههم نعبر بلغة الجسد عن اهتمامنا, ومع أن حياتنا تغلب عليها العجلة والسرعة والمهام الكثيرة الملقاة على عاتقنا مما يجعلنا غير قادرين على انجاز الكثير من السلوكيات والأشياء، فنحن نستيقظ مسرعين ونغادر منازلنا ونحن نحمل مئات الهموم على عاتقنا وتكون النتيجة أن ننسى أن لأطفالنا حق علينا ومن أهم حقوقهم الإصغاء إليهم وباهتمام كبير ..

المرشدة النفسية هدى العبد الله قالت : عندما تصغون بانتباه وتطرحون الأفكار أو الأسئلة ، توسعون المفهوم الذي تتكلمون عنه وتطورونه، وتتصلون بالفكرة وتشعرون بها .

وأضافت : الإصغاء بتفهم يعزز ثقة الأولاد بأنفسهم ويُشعرهم بالأهمية… ويمكن أن يجعل الأهل مضطرين أحيانا ً لإعادة النظر في صحة آرائهم وتفحص المسائل من زوايا ووجهات نظر متعددة .

فالتساؤل والإصغاء وإظهار الفضول طرق فعالة في إثارة اهتمام الأولاد للتمييز بين الصح والخطأ والتوصل إلى حل وسط ..

كما أن اللجوء إلى الافتراضات في معالجة مختلف القضايا والاستماع إلى الأفكار بشكل مغاير من زاوية أخرى ومن المهم فهم وجهة نظر الآخر في حال وجود موضوع للنقاش ، وعلى الأهل البحث عن الروابط التي يمكن طرحها مع أفكار أخرى مع منح الأولاد فرصاً لتبرير وجهات نظرهم الخاصة مع الاستماع لهم بدقة .

وأكدت العبد الله على ضرورة الإصغاء باهتمام للحوارات والنقاشات الدائرة لجميع المفاهيم الهامة ، فتنمية الأفكار لا تعني التحدث وحسب بل تشمل مناقشة الأفكار بشكل هادف لاستيعابها بعمق مما يساعد على فهم العالم من حولنا .

أسس مهمة

وأشارت إلى أهم الأسس والقواعد للإصغاء الفعال منها احترام آراء الآخرين مع الاهتمام بمسار النقاش ، مع تعزيز النقاش بالتحفيز المستمر وتغذيته بالمديح و شحن النقاش بالكثير من الأفكار الايجابية التي تبعث على الراحة والطمأنينة، مؤكدة على أهمية فهم الأهل لفكرة أنه ليس من الضروري ممارسة دور الرقيب الصعب على الأولاد باعتبارهم يعرفون كل شيء “من وجهة نظر الأهل” وعدم مقاطعتهم أثناء الكلام واستثناء بعض التفاصيل والأهم عدم فرض أفكارهم على الأولاد مهما كانت .

وفي النهاية من المهم أن يصغي الكبار والصغار لبعضهم باهتمام وليس بملل حيث يعبر كل منهم عن آرائه وأفكاره، فالإصغاء الفعال يتيح لكل شخص الشعور بالأهمية كون الآخر يستفيد من كل ماهو مطروح وجديد في أمر من أمور حياته المستقبلية ..

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار