تبـــدأ بـ 10 آلاف شـــجرة تـــوت في الهنــــادي خطـــة حكوميــــة لإحيـــاء تربيـــة دودة الحريـــــر
العدد: 9333
الأحد: 14-4-2019
تزرع أشجار التوت في معظم المناطق نتيجة توفر الظروف البيئية الملائمة لها, وتربى على هذه الشجرة دودة القز (الحرير) لإنتاج الحرير الطبيعي ذي المردود الاقتصادي الجيد للمزارعين، ولإلقاء الضوء على طريقة زراعة هذه الشجرة وعمليات خدمتها التقينا مدير دائرة الزراعة في جبلة المهندس أحمد المحمد حيث تحدث عن تهيئة البستان قائلاً: تحضر تربة البستان بنقبها على عمق 80-100 سم, ثم تُنقّى من الحجارة والأعشاب، وتتم حراثة الأرض عدة مرات لتكون عميقة متعامدة، ويحدد مكان الغراس بحسب الصنف والغاية من الزراعة وطريقة التربية بحيث تكون مسافات الغرس كبيرة إذا كان الغرض من الزراعة إنتاج الثمار 8-8م أو10-10م، أما إذا كان الغرض من الزراعة الحصول على الأوراق بغرض تربية دودة القز فيمكن أن تكون الزراعة كثيفة 4-4م أو 3-3م، وتحفر الحفر بأبعاد (60-60-60) سم، ثم تحضر الخلطة الترابية ويضاف إليها نحو (100) غ من سلفات البوتاسيوم والسوبر فوسفات واليوريا وتزرع الغراس بعد تقليم المجموع الجذري, وتترك حلقة حولها من أجل ماء الري حيث تروى الغراس مباشرة بعد الزراعة.
وأشار م. المحمد إلى أن شجرة التوت تتأثر بالعوامل البيئية بشكل كبير سواء من حيث النمو أو الإنتاج ونوعية الثمار, والأوراق المنتجة، مبيناً أن أهم العوامل التي تؤثر على الشجرة هي:
* الحرارة: حيث يبدأ سريان العصارة النباتية في الشجرة مبكراً في الربيع عند ارتفاع درجة حرارة التربة عن (6-8) درجات، في حين يبدأ تفتح البراعم أثناء ارتفاع درجة حرارة الوسط المحيط عن 12درجة, وتعدّ درجة الحرارة المثلى للنمو 20-32 درجة، علماً بأن درجة الحرارة العالية تسبب جفاف الأوراق وخاصة إذا ترافق ذلك بانخفاض الرطوبة في التربة والوسط المحيط.
كما أن شجرة التوت لا تتحمل انخفاض الحرارة في طور الراحة في الشتاء إذ أن انخفاض الحرارة يؤدي إلى إلحاق الضرر الكبير بها.
* أما ثاني العوامل المؤثرة بالشجرة فهو الرطوبة، فعلى الرغم من تعمق المجموع الجذري للشجرة وانتشاره الكبير فهي تتأثر بالجفاف الشديد خاصة النموات الحديثة المتشكلة خلال موسم النمو، وتتجعد الأوراق وتسوء نوعيتها وتصبح غير صالحة لتغذية ديدان الحرير، حيث أن توفير مياه الري بشكل جيد يحسّن كثيراً من نمو الأشجار ومن نوعية الأوراق المنتجة والثمار.
* أما ثالث هذه العوامل فهو الضوء: حيث أن شجرة التوت محبة جداً للضوء والظل الشديد يؤثر سلباً في عملية التمثيل الضوئي فيها مما ينعكس على محتوى الأوراق من المواد الكربوهيدارتية والبروتينية ولذلك يجب أن تتوفر الإضاءة الكافية عن طريق مسافات الغرس والتقليم الجيد.
* ومن العوامل المؤثرة بالشجرة أيضاً التربة، حيث تنمو أشجار التوت في أنواع مختلفة من الترب خاصة الغنية بالمواد الغذائية الضرورية كالأزوت والبوتاس، وأيضاً في التربة المفككة الجيدة التهوية (النفوذة) والتي تعتبر مناسبة جداً لزراعة التوت، أما التربة الثقيلة السيئة الصرف والتهوية فهي غير ملائمة لزراعته.
أما تكاثر التوت فقال المحمد بأنه يتم بذرياً أو خضرياً، فالتكاثر بالبذور يتم من خلال أخذ البذور من أشجار الأمهات المخصصة لذلك وتستخرج بوضع الثمار الناضجة تماماً في خلاط مملوء بالماء وتدويره لمدة تتراوح 1-2 دقيقة لتترسب البذور في الأسفل وليتم بعدها تجميع البذور وغسلها ثم تجفيفها في الظل لتحفظ حتى موعد الزراعة في الربيع، حيث تتم الزراعة بعد الاستخراج مباشرة.
أما تكاثر التوت بالعقل الساقية الناضجة فيتم من خلال تجميع العقل في أثناء التقليم في الشتاء كل (100) عقلة في حزمة، ووضعها في خنادق قليلة العمق أفقياً أو مقلوبة بحيث تكون قواعدها باتجاه الأعلى إلى أن يحين موعد الزراعة.
أما الإكثار عن طريق العقل الغضة فيتم من خلال أخذ العقل المورقة الغضة أثناء موسم النمو في شهري أيار وحزيران وتجهيزها بطول 12-15 سم مع إزالة جزء من نصل الورقة والإبقاء على 2-4 أوراق، وزرع هذه العقل في البيت الزجاجي، أما بالنسبة للتطعيم فيمكن أن يتم إما بالبرعمة أثناء موسم النمو في الربيع، وأيضاً من أيار حتى حزيران، أو بالبرعم النائم في شهر آب كما ويمكن التطعيم بالقلم الشقي الطرفي، أو التطعيم اللساني في بداية الربيع عند بدء سريان العصارة النباتية.
عمليات الخدمة الزراعية
أما خدمة الشجرة فتتم وبحسب م. المحمد من خلال:
* التقليم: ويهدف إلى تكوين تاج قوي يتيح النمو الطبيعي لشجرة التوت وتربى الأشجار عادة بالطريقة الكأسية التي تعد الشكل المناسب لتربيتها وتوفير الإضاءة والتهوية الجيدة لها وفي كثير من الحالات تترك لتنمو على طبيعتها عند الزراعة الفردية أو على جوانب الطرقات في حدائق المنازل أما الأشجار المثمرة فيمكن التحكم بارتفاعها بقص الفروع لمنع نموها الشاقولي، وإزالة الفروع المريضة واليابسة والمتشابكة.
* أما الحراثة: فتنفذ في بستان التوت حراثة خريفية عميقة تضاف معها الأسمدة العضوية المتخمرة، وأيضاً في الربيع والصيف للتخلص من الأعشاب الضارة والحفاظ على التربة نظيفة مفككة، في الوقت الذي يتم فيه التسميد بالأسمدة العضوية المتخمرة التي تضاف بمعدل كل سنتين مرة، كما وتضاف الأسمدة الفوسفورية بمعدل (10-12) كغ والأسمدة الآزوتية بمعدل 8-10 كغ لكل دونم وأيضاً الأسمدة الفوسفورية مع الأسمدة العضوية دفعة واحدة مع الحراثة الخريفية العميقة، أما الأسمدة الآزوتية فتضاف في بداية الربيع عند سريان العصارة النباتية دفعة واحدة أو على دفعتين قبل انحباس الأمطار في الربيع.
* وبالنسبة للري فإن أشجار التوت تتحمل الجفاف وأيضاً تستجيب كثيراً للري فيتحسن النمو، ويزيد الإنتاج كثيراً وتتحسن نوعيته وتروى كل 15-20 يوماً مرة وبحسب الظروف الجوية وطبيعة التربة.
أصناف التوت وأمراضه
وتتعدد أصناف التوت لكن المعروف منها: التوت البلدي وألوانه: أبيض، أحمر، أسود، وينضج في أواخر شهر نيسان.
والتوت الرومي الأسود ينضج في أوائل شهر تموز، والتوت الياباني لون الثمار أبيض وينضج في أول شهر حزيران، التوت الأمريكي ينضج في شهر حزيران، لون الثمار أحمر.
أما الأمراض والحشرات التي تصيب الشجرة فهي عديدة ومنها مرض الذبول وتعفن الجذور وتعفن الخشب وتبقع الأوراق، والتبقع البكتيري، والفراشة الأمريكية البيضاء، منّ التوت المدرع، وتعالج هذه الأمراض في رش المركبات النحاسية أو بقص الفروع المصابة أو باستخدام المبيدات الحشرية في مكافحة أمراض أشجار التوت.
و أضاف م. المحمد بأنه واستكمالاً لخطة الحكومة لدعم إعادة تربية دودة الحرير وفي خطوة جديدة باتجاه تعزيز تجربة مديرية الزراعة في اللاذقية الرائدة في إعادة إحياء وإنعاش هذه التربية التراثية فقد قامت دائرة وقاية النبات مع دائرتي الحراج والإنتاج النباتي مؤخراً بزراعة (10) دونمات بحوالي (4000) غرسة من غراس التوت الهندي والياباني، حيث تم تخصيص هذه المساحة في تجمّع الهنادي الزراعي التابع لمركز الحرير لزراعة غراس التوت بهدف تأمين التغذية لكافة يرقات دودة الحرير التي ستتم تربيتها لفترة بعد تفقيسها في المركز قبل تسليمها مجاناً للمزارعين الراغبين بالتربية.
هالة كاسو- عواطف الكعدي