الوحدة 7-11-2022
اختتمت فعاليات مهرجان أرسم حلمي التشكيلي السابع، والذي أقيم برعاية وزارة الثقافة بالتعاون مع مديرية الشؤون الاجتماعية ومديرية الثقافة باللاذقية بالفترة ما بين 1 وحتى 3 تشرين الثاني، وذلك في دار الأسد للثقافة. تضمن برنامج المهرجان العديد من الفعاليات المتنوعة والغنية بكل ما هو مفيد وممتع لأطفالنا وللحركة الفنية التشكيلية والمسرحية على مستوى المحافظة، وذلك بجهود لافتة من رئيسة الجمعية الفنانة هيام سلمان وجميع القائمين على فعاليات هذا المهرجان المميز.
حول وجود ومشاركة المسرح في فعاليات المهرجان، كان للوحدة اللقاء الآتي مع الفنانة ريم نبيعة، التي حدثتنا قائلة :
كانت فكرة وجود كورسات للمسرح في جمعية أرسم حلمي الفنية كمبادرة شخصية مني، ومن الفنانة هيام سلمان .. وفعلاً تم الأمر ولاقت هذه المبادرة ترحيباً كبيراً من الأهل أولاً، ومن الأطفال ثانياً. والهدف منها تعريف أطفالنا بعالم المسرح المليء بالدهشة والجمال والحياة، وبما أن الفن لا يتجزأ، كان وجود الفن التشكيلي مع المسرح عاملاً مساعداً جداً في رؤية الأشياء والأحداث بطريقة فنية لابد من وجودها بممثل المسرح. والمسرح مع الطفل سلاح ذو حدين، فبقدر المتعة والنشاط والتفاعل، بقدر التعب والجهد الثلاثي الأبعاد الذي يتطلبه العمل بالمسرح مع الأطفال.. كانت تجربتنا هذه الثالثة مع أطفال جمعية أرسم حلمي في مجال المسرح، حيث توج الكورس بعمل مسرحي تم عرضه على خشبة دار الأسد في حفل الختام للمهرجان. وهنا لابد من الشكر الكبير من القلب للفنانة هيام سلمان على جهودها المبذولة لنجاح العرض المسرحي .
طبعاً لا أستطيع وصف اللحظات ما قبل بداية العرض من شدة التوتر وذلك بسبب أن الكثير من الأطفال لا يمتلكون ثقافة مسرحية، ولم يزوروا المسرح إطلاقاً، وهذا ما خلق حالة رعب حقيقية، والحمد لله تبددت بعد الدقائق الأولى، حيث كان كل شيء رائعاً، وكأنهم محترفون في أداء أدوارهم المسرحية. المسرح ليس فقط للتمثيل وإنما لخلق روح الجماعة وتنمية القدرة على التواصل بكل أشكاله، والتوافق الحسي الحركي عند الطفل وتحسين اللفظ والنطق لبعض الأطفال الذين يعانون من صعوبات معينة بما يخص ذلك، المسرح خلق وتكوين وتهذيب للنفس وحالة رقي لابد من توافرها وبكثرة في مجتمعنا عموماً وبعالم الطفل خصوصاً. وحول تنوع الفقرات وطبيعة العرض المسرحي الذي قدم في ختام فعاليات المهرجان، قالت الفنانة ريم : تم تقسيم العمل إلى لوحات “اسكتشات “، والغاية من ذلك مشاركة كل الأطفال الذين كانوا معنا بالكورس.. فقد كان عددهم كبيراً قياساً بعمل مسرحي، والبداية مع اسكتش الغابة وهو مجموعة من الحيوانات قسمت إلى قسمين، قسم الخير مع البومة والنعجة، وقسم مع الشر مع الثعلوبة والبقرة، حيث تقوم البقرة بعد تحريض من الثعلوبة بقطع أشجار الغابة وبالتالي تهجير الحيوانات منها. وبالنهاية ينتصر الخير مع إصرار الحيوانات على الوقوف بوجهها ووجه الثعلوبة، وكان الهدف من الاسكتش هو حماية الغابات والتي هي رئة الطبيعة التي نعيش فيها. الاسكتش الثاني: هو استذكار القصص العالمية والذهاب إلى ألف ليلة وليلة ومشهد لشهريار وشهرزاد مليء بالدعابة والطرافة. الاسكتش الثالث هو لتعريف هذا الجيل بالفن القديم الذي لا يموت وتعريفهم بأصالته مقارنة بمستوى الفن الحالي الذي يعتبر كفقاعة صابون عمرها لايتجاوز الأيام أو الأسابيع. من خلال فقرة جسدها الأطفال جميعاً وهي أغنية ” ألف ب وبوباية” ..حيث لاقت جميع الاسكتشات ترحيباً من الأهل والأطفال في الصالة، وردود الفعل المباشرة أثناء العرض وتصفيقهم الحار هي أكبر جائزة أنالها أنا وأطفالي.
ريم ديب